هذه الأبيات من قصيدة من أصدق مراثي العرب قالها أبو ذؤيب الهذلي يبكي أبناءه الخمسة الذين قتلهم الطاعون في عام واحد.
أمـن المنـون و ريبهـا تتوجـعـوالدهر ليـس بمعتـبٍ مـن يجـزعُ
قالت أميمة مال جسمك شاحباًمنذ ابتذلـت و مثـل مالـك ينفـعُ
أم مـا لجنبـك لا يلائـم مضجعـاًإلا أقـض عليـك ذاك المضـجـعُ
فأجـبـتـهـا أمــــا لـجـسـمــي أنـــــهأودى بنـيّ مـن الـبـلاد فـودعـوا
أودى بـنـي و أعقبـونـي غـصـةبـعــد الـرقــاد و عــبــرة لا تـقـلــعُ
سبقـو هـوي و أعنـقـوا لهـواهـمفتخرمـوا و لـكـل جـنـبٍ مـصـرعُ
فغـبـرت بعـدهـم بعـيـشٍ ناصـبٍـوإخــــال أنــــي لاحـــــق مـسـتـتـبـعُ
و لقد حرصت بأن أدافع عنهمفـــإذا المـنـيـة أقـبـلــت لا تــدفــعُ
و إذا المنـيـة أنـشـبـت أظـفـارهـاألـفـيــت كــــل تـمـيـمــة لا تـنــفــعُ
فالـعـيـن بـعـدهـم كـــأن حـداقـهــاسملت بشوكٍ فهي عـور تدمـعُ
حـتــى كـأنــي لـلـحــوادث مــــروةٌبصفـا المشـرق كــل يــومٍ تـقـرعُ
و تـجـلــدي للـشـامـتـيـن أريــهـــمُأنـي لريـب الدهـر لا أتضعضـع
و الـنـفـس راغــبــةٌ إذا رغـبـتـهـاوإذا تـــــرد إلـــــى قــلــيــلٍ تــقــنــعُ
و القصيدة أكثر من ستين بيت و فيها الكثير من الحكم
ولكم التحية والتقدير .....