مقدمة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تسليماً كثيراً.
أمّا بعد:
معنى الفرح في ذكرى هجرة الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم)
الحمد لله الكريم وصلى الله على حبيبه الرؤوف الرحيم سيدنا ومولانا وحبيبنا محمد صاحب الخلق العظيم وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة وأكمل التسليم .
فقال جل في علاه :
(( وَ ذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ ))
[سورة إبراهيم - آية5]
فنقبل نحن وإياكم على يوم من أيامه تعالى
والتي جعل فيها التأييد لدينه والنصرة لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم وهو يوم ذكرى هجرة الحبيب صلى الله عليه وآله سلم
وهي مناسبة كريمة
تعرف فضلها وشرفها وعظم قدرها القلوب السليمة
ولا يغفل شأنها إلاَّ ذوو الأذواق السقيمة
.
وإن المتأمل في قصة هجرته صلى الله عليه وآله وسلم يجد أنها تحوي العديد من المواقف والمشاهد بدءا ً من خروجه صلى الله عليه وآله وسلم من داره بمكة حتى وصوله المدينة
ويجد في كل موقف دروسا ً وعبرا ً يستقيها من هذه السيرة العطرة
.
واخترت لكم بهذه المناسبة الطيبة مشهد قدومه صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة وترحيب الأنصار به حتى نستقي من ذلك المشهد معنى الفرح به صلى الله عليه وآله وسلم
قال تعالى :
(( قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا ))
[سورة يونس - آية 58]
فلو خرجنا من هذا اليوم وقد تمكنت من القلب أنوار هذا المعنى من معاني الصلة به صلى الله عليه وآله وسلم لخرجنا بذوق ٍ عظيم ٍ وفهم ٍ راق ٍ
.
فأنقل لكم من كتاب:
الجامع للسيرة النبوية للأستاذة سميرة الزايد وهو كتاب من أجمل ما كتب في السيرة النبوية
على صاحبها وآله أفضل الصلاة والسلام
- :
فرح أهل المدينة بقدوم رسول الله عليه الصلاة والسلام
فاستقبله زهاء خمسمائة من الأنصار في الطريق بالابتهاج والشوق الشديد وبالحفاوة البالغة
وصعد الرجال والنساء على الأسطح
واصطف الخدم والصبيان في الطريق يقولون :
الله أكبر جاء رسول الله جاء محمد صلى الله عليه وسلم
ولعبت الحبشة بحرابهم
سرورا ً بمقدمه صلى الله عليه وسلم
وجعل النساء والصبيان ينشدن
:
طلـع الـبـدر علـينا *** مـن ثـنـيات الوداع
وجب الشكر علينا *** مـا دعــا لـلـَّـه داع
وخرجت جوار ٍ من بني النجار يضربن بالدفوف وهن يقلن:
(( نحن جوار ٍ من بني النجار يا حبذا محمدٌ من جار ))
فخرج إليهم
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
(( أتحبوني؟ ))
فقالوا:
(( أي والله يا رسول الله ))
قال:
(( أنا والله أحبكم أنا والله أحبكم)) .
قال البراء بن عازب رضي الله عنه:
(( فمارأيت أهل المدينة فرحوا بشيء فرحهم برسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جعل الإماء يقلن: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم)) .
وأشرقت يثرب بحلول النبي صلى الله عليه وسلم فيها وسرى السرور إلى القلوب ومن ذلك سميت يثرب بالمدينة المنورة.
وقال أنس رضي الله عنه:
(( لما كان اليوم الذي دخل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أضاء من المدينة كل شيء ))
وقال أيضا ً:
(( شهدته عليه الصلاة والسلام يوم دخل علينا المدينة فلم أر يوما ً أضوأ منه ولا أحسن منه )) .
ا.هـ
فقد رأينا مدى فرح الأنصار رضوان الله عليهم برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
فما نصيبنا من هذا الفرح ؟
اللهم صلى على سيدنا محمد الرحمة المهداة وعلى آله وصحبه وسلم وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
و شاربُ الخمر ِ يصحو بعدَ سكرتِه ... و شاربُ العشق ِ طولَ العمر ِ سكرانُ
تحياتي/ابو فهد