همهمات ما قبل الفجر
"آه .."
أحدُ الموتى يَصرُخ ..
و يَصيحُ بأعلى صوته .. "وا غوثاه"
"النجدةَ يا أهل القبر" .. "أستحلفكم بالله"
...
عَذراءاً تـَرجعُ تلك الآه
لم تطمثْها أذنٌ من آذانِ الموتى
فالموتى ..
كلٌ في كفنِه
ينتظرُ الموتَ و قد صُمَّت منذُ قديمٍ أذناه
***
"وا غوثاه" ..
لا يسأمُ هذا الميتُ ! ما أغباه
لا يُدرك أن الأحجارَ تُؤرِّقُها صرخاتُ الموتى
و الجدرانُ ستستيقظُ من غفوتها إن لم تُحكمْ شفتاه
و السلطانْ ..
آهٍ لو بلغَ السلطانَ نِداه
حتماً سنرى ما لن تُحمدَ أبدا عُقباه
إذهبْ يا مَهرانُ إليهِ و قصّ لسانَه
إن لم يُصغِ لنصحِكَ إياه
فأنا من عشاقِ القهوة
و كما تعرفْ ..
القانونُ يُحَرِّمُ رَشفَ القهوةِ عند سماع الـ "آه"
***
ما أجملَ أن يَحيا الميِّتُ خارجَ قبرِه
يضعُ الأيامَ بحِجْرِه
ينتظرُ نزولَ القِمَّة
حتى يَذهبَ أو يُذهِبَ هَمَّه
فيُعانِقَ ذكراه
و يكبِّلَ تحت الأرضِ خُطاه
و يُنبِّئَ مَن خلفه
ممن يعشقُ شربَ القهوة
أنَّ القانونُ يُجَرِّمُ رَشفَ القهوةِ عند سماع الـ "آه"
***
عُذراً غزة
أعلم أنكِ في حُضن الأوجاعِ تنامين
و على نزفِك تصحين
لكنِّي و الله ..
كالأناتِ القابعةِ بصدري
أتأرجحُ في كفني من أقصاهُ إلى أقصاه
لا أقدر إلا أن أنسى ما أتمناه
و لقد فرَّت مني كلُّ صفاتي
حتى أصبحتُ كظلِّي
وهماً يمسحُ في الأرضِ قذاه
يبصرُهُ المارَّةُ أحيانا
لكنِّي لستُ أراه
النجدةَ غزة ..
وا غوثاه