البردة
لأمير الشعراء، أحمد شوقي رحمه الله
ريـــمٌ عَـلــى الــقــاعِ بَــيــنَ الــبــانِ وَالـعَـلَــمِأَحَــلَّ سَـفـكَ دَمــي فــي الأَشـهُــر الـحُــرُمِ
رَمــــى الـقَـضــاءُ بِـعَـيـنَــي جُـــــؤذَرٍ أَسَـــــداًيــا سـاكِـنَ الـقــاعِ أَدرِك سـاكِــنَ الأَجَـــمِ
لَـــمّـــا رَنــــــا حَـدَّثَـتــنــي الــنَــفــسُ قــائِــلَــةًيـا وَيـحَ جَنبِـكَ بِالسَـهـمِ المُصـيـبِ رُمــي
جَحَدتُـهـا وَكَتَـمـتُ الـسَـهـمَ فـــي كَـبِــديجُـــرحُ الأَحِــبَّــةِ عِــنــدي غَــيــرُ ذي أَلَــــمِ
رُزِقـتَ أَسـمَـحَ مــا فــي الـنـاسِ مِــن خُـلُـقٍإِذا رُزِقــتَ اِلتِـمـاسَ الـعُــذرِ فـــي الـشِـيَـمِ
يــــا لائِــمــي فــــي هَــــواهُ وَالــهَـــوى قَـــــدَرٌلَــو شَـفَّـكَ الـوَجـدُ لَـــم تَـعــذِل وَلَـــم تَـلُــم
ِلَـــقَـــد أَنَــلــتُــكَ أُذنــــــاً غَـــيـــرَ واعِـــيَــــةٍوَرُبَّ مُـنـتَـصِـتٍ وَالـقَــلــبُ فـــــي صَــمَـــمِ
يـا ناعِـسَ الطَـرفِ لا ذُقـتَ الهَـوى أَبَـداًأَسهَـرتَ مُضنـاكَ فـي حِفـظِ الهَـوى فَنَـمِ
أَفـديــكَ إِلـفــاً وَلا آلــــو الـخَـيــالَ فِــــدىًأَغــــراكَ بـاِلـبُـخـلِ مَــــن أَغـــــراهُ بِـالــكَــرَمِ
سَـــرى فَـصــادَفَ جُــرحــاً دامِــيــاً فَــأَســاوَرُبَّ فَــضــلٍ عَــلــى الـعُــشّــاقِ لِـلـحُـلُــمِ
مَــــــنِ الــمَــوائِــسُ بـــانــــاً بِــالــرُبـــى وَقَـــنــــاًالـلاعِـبـاتُ بِـروحــي السـافِـحـاتُ دَمــــي
الـسـافِــراتُ كَـأَمـثــالِ الــبُــدورِ ضُــحـــىًيُغِـرنَ شَـمـسَ الضُـحـى بِالحَـلـيِ وَالعِـصَـمِ
الــقـــاتِـــلاتُ بِـــأَجـــفـــانٍ بِــــهـــــا سَــــقَـــــمٌوَلِـلـمَــنِــيَّــةِ أَســــبــــابٌ مِـــــــــنَ الـــسَـــقَـــمِ
الــعــاثِـــراتُ بِــأَلــبـــابِ الــــرِجــــالِ وَمــــــــاأُقِـلــنَ مِـــن عَـثَــراتِ الـــدَلِّ فـــي الــرَسَــمِ
المُـضـرِمـاتُ خُـــدوداً أَسـفَــرَت وَجَــلَــتعَــــن فِـتـنَــةٍ تُـســلِــمُ الأَكــبـــادَ لِـلــضَــرَمِ
الــحــامِـــلاتُ لِـــــــواءَ الــحُــســـنِ مُـخـتَـلِــفــاًأَشـكــالُــهُ وَهـــــوَ فَـــــردٌ غَـــيـــرُ مُـنـقَــسِــمِ
مِـــــن كُـــــلِّ بَـيــضــاءَ أَو سَـــمـــراءَ زُيِّــنَــتــالِـلـعَـيـنِ وَالـحُـســنُ فــــي الآرامِ كَـالـعُـصُـمِ
يُـرَعـنَ لِلـبَـصَـرِ الـسـامـي وَمِـــن عَـجَــبٍإِذا أَشَــــــرنَ أَسَـــــــرنَ الــلَــيـــثَ بِـالــعــنَــمِ
وَضَـعـتُ خَــدّي وَقَسَّـمـتُ الـفُـؤادَ رُبـــيًيَـرتَـعــنَ فــــي كُــنُـــسٍ مِــنـــهُ وَفـــــي أَكَـــــمِ
يـــا بِــنــتَ ذي الـلَـبَــدِ الـمُـحَـمّـى جـانِـبُــهُأَلقـاكِ فـي الغـابِ أَم أَلقـاكِ فــي الأُطُــمِ؟
مـــا كُـنــتُ أَعـلَــمُ حَـتّــى عَـــنَّ مَـسـكَـنُـهُأَنَّ الــمُــنــى وَالـمَـنــايــا مَـــضــــرِبُ الــخِــيَـــمِ
مَـن أَنبَـتَ الغُصـنَ مِـن صَمصامَـةٍ ذَكَـروَأَخـــــرَجَ الــريـــمَ مِـــــن ضِـرغــامَــةٍ قَـــــرِمِ
بَـيـنـي وَبَـيـنُـكِ مِـــن سُـمــرِ الـقَـنـا حُـجُــبٌوَمِــثــلُــهـــا عِــــفَّـــــةٌ عُــــذرِيَّـــــةُ الـــعِـــصَـــمِ
لَـم أَغــشَ مَغـنـاكِ إِلّا فــي غُـضـونِ كِــرىًمَــغــنــاكَ أَبـــعَــــدُ لِـلـمُـشــتــاقِ مِـــــــن إِرَمِ
يـــا نَـفــسُ دُنـيــاكِ تُـخـفــى كُــــلَّ مُـبـكِـيَـةٍوَإِن بَــــدا لَــــكِ مِـنـهــا حُــســنُ مُـبـتَـسَـمِ
فُـضّـي بِتَـقـواكِ فـاهــاً كُـلَّـمـا ضَـحِـكَـتكَــمـــا يَــفُـــضُّ أَذى الـرَقــشــاءِ بِــالــثَــرَمِ
مَـخـطـوبَـةٌ مُــنــذُ كـــــانَ الــنـــاسُ خـاطِــبَــةٌمِـــن أَوَّلِ الــدَهــرِ لَــــم تُــرمِــل وَلَــــم تَــئَــمِ
يَـفـنــى الــزَمـــانُ وَيَـبــقــى مِـــــن إِسـاءَتِــهــاجُــــرحٌ بِـــــآدَمَ يَـبــكــي مِــنـــهُ فـــــي الأَدَمِ
لا تَــحـــفَـــلـــي بِــجَـــنـــاهـــا أَو جِــنــايَــتِـــهـــاالـمَــوتُ بِـالـزَهـرِ مِــثــلُ الــمَــوتِ بِـالـفَـحَـمِ
كَـــــم نــائِـــمٍ لا يَــراهـــا وَهـــــيَ ســـاهِـــرَةٌلَــــــولا الأَمـــانِـــيُّ وَالأَحــــــلامُ لَــــــم يَـــنَـــمِ
طَــــــوراً تَـــمُـــدُّكَ فــــــي نُــعــمـــى وَعــافِــيَـــةٍوَتـــــارَةً فـــــي قَــــــرارِ الـــبُـــؤسِ وَالـــوَصَـــمِ
كَـــم ضَلَّـلَـتـكَ وَمَـــن تُـحـجَــب بَـصـيـرَتُـهُإِن يَـلــقَ صـابــا يَــــرِد أَو عَـلـقَـمـاً يَــسُــمُ
يــــــا وَيــلَــتــاهُ لِـنَـفــســي راعَـــهـــا وَدَهــــــامُـسـوَدَّةُ الـصُـحـفِ فـــي مُبـيَـضَّـةِ الـلَـمَـمِ
رَكَـضـتُـهـا فــــي مَــريــعِ المَـعـصِـيـاتِ وَمـــــاأَخَـــذتُ مِـــن حِـمـيَـةِ الـطـاعـاتِ لِلـتُـخَـمِ
هــامَــت عَــلــى أَثَــــرِ الــلَــذّاتِ تَـطـلُـبُـهـاوَالنَـفـسُ إِن يَدعُـهـا داعــي الصِـبـا تَـهِــمِ
صَــــــلاحُ أَمــــــرِكَ لِـــلأَخــــلاقِ مَــرجِــعُـــهُفَـــقَـــوِّمِ الــنَــفــسَ بِـــالأَخـــلاقِ تَـسـتَــقِــمِ
وَالنَـفـسُ مِـــن خَـيـرِهـا فـــي خَـيــرِ عـافِـيَـةٍوَالـنَـفـسُ مِـــن شَـرِّهــا فـــي مَـرتَــعٍ وَخِــــمِ
تَـطـغـى إِذا مُـكِّـنَـت مِـــن لَــــذَّةٍ وَهَــــوىًطَغـيَ الجِيـادِ إِذا عَضَّـت عَـلـى الشُـكُـمِ
إِن جَــلَّ ذَنـبـي عَـــنِ الـغُـفـرانِ لـــي أَمَـــلٌفــــي الــلَــهِ يَجـعَـلُـنـي فــــي خَــيــرِ مُـعـتَـصِـمِ
أَلــقــى رَجــائــي إِذا عَــــزَّ الـمُـجـيـرُ عَــلـــىمُـفَــرِّجِ الـكَــرَبِ فـــي الــدارَيــنِ وَالـغَـمَــمِ
إِذا خَـفَــضــتُ جَـــنـــاحَ الــــــذُلِّ أَســـأَلُـــهُعِـــزَّ الشَـفـاعَـةِ لَـــم أَســــأَل سِــــوى أُمَــــمِ
وَإِن تَـــــقَـــــدَّمَ ذو تَـــــقـــــوى بِــصــالِـــحَـــةٍقَـــدَّمـــتُ بَـــيـــنَ يَـــدَيـــهِ عَـــبــــرَةَ الـــنَــــدَمِ
لَــزِمـــتُ بـــــابَ أَمــيـــرِ الأَنــبِــيــاءِ وَمَــــــنيُـمــسِــك بِـمِـفـتــاحِ بـــــابِ الـــلَـــهِ يَـغـتَــنِــمِ
فَـــكُــــلُّ فَـــضــــلٍ وَإِحـــســــانٍ وَعــــارِفَــــةٍمـــــــا بَـــيــــنَ مُـســتَــلِــمٍ مِــــنــــهُ وَمُــلـــتَـــزِمِ
عَـلَّـقـتُ مِــــن مَــدحِــهِ حَــبــلاً أُعَــــزُّ بِــــهِفـــي يَــــومِ لا عِــــزَّ بِـالأَنـســابِ وَالـلُـحَــمِ
يُــــزري قَـريـضــي زُهَــيــراً حــيــنَ أَمــدَحُـــهُوَلا يُــقــاسُ إِلــــى جــــودي لَـــــدى هَـــــرِمِ
مُــحَـــمَّـــدٌ صَــــفــــوَةُ الــــبـــــاري وَرَحـــمَـــتُـــهُوَبُـغـيَــةُ الــلَــهِ مِــــن خَــلــقٍ وَمِــــن نَــسَــمِ
وَصـاحِـبُ الـحَـوضِ يَــومَ الـرُسـلِ سـائِـلَـةٌمَـتــى الــــوُرودُ وَجِـبـريــلُ الأَمــيــنُ ظَــمــي
سَـــنــــاؤُهُ وَسَـــنــــاهُ الــشَــمـــسُ طــالِـــعَـــةًفَـالـجِـرمُ فـــي فَـلَــكٍ وَالـضَــوءُ فـــي عَــلَــمِ
قَـــد أَخــطَــأَ الـنَـجــمَ مــــا نــالَــت أُبُــوَّتُــهُمِـــن سُــــؤدُدٍ بــــاذِخٍ فــــي مَـظـهَــرٍ سَــنِــمِ
نُــمــوا إِلَــيــهِ فَــــزادوا فــــي الــــوَرى شَــرَفــاًوَرُبَّ أَصــــلٍ لِــفَــرعٍ فــــي الـفَـخــارِ نُــمــي
حَــــواهُ فــــي سُـبُـحــاتِ الـطُــهــرِ قَـبـلَـهُــمُنـــورانِ قــامــا مَــقــامَ الـصُـلــبِ وَالــرَحِــمِ
لَـــــمّـــــا رَآهُ بَـــحــــيــــرا قـــــــــــالَ نَـــعــــرِفُــــهُبِــمـــا حَـفِـظـنــا مِـــــنَ الأَســمـــاءِ وَالــسِــيَــمِ
سـائِـل حِــراءَ وَروحَ الـقُـدسِ هَــل عَـلِـمـامَــصـــونَ سِـــــرٍّ عَــــــنِ الإِدراكِ مُـنـكَــتِــمِ
كَــــم جـيــئَــةٍ وَذَهـــــابٍ شُــرِّفَـــت بِـهِــمــابَـطـحـاءُ مَـكَّــةَ فـــي الإِصــبــاحِ وَالـغَـسَــمِ
وَوَحــشَـــةٍ لِاِبـــــنِ عَــبـــدِ الــلَـــهِ بـيـنَـهُـمــاأَشهى مِنَ الأُنـسِ بِالأَحسـابِ وَالحَشَـمِ
يُـسـامِــرُ الــوَحــيَ فـيــهــا قَــبـــلَ مَـهـبِـطِــهِوَمَــــن يُـبَـشِّــر بِـسـيـمـى الـخَــيــرِ يَـتَّــسِــمِ
لَمّا دَعـا الصَحـبُ يَستَسقـونَ مِـن ظَمَـإٍفـاضَــت يَـــداهُ مِــــنَ التَـسـنـيـمِ بِـالـسَـنَـمِ
وَظَــلَّــلَــتــهُ فَــــصــــارَت تَــســتَــظِــلُّ بِـــــــــهِغَـــمـــامَـــةٌ جَــذَبَــتــهـــا خــــيـــــرَةُ الـــــدِيَـــــمِ
مَـــحَـــبَّــــةٌ لِـــــرَســــــولِ الـــــلَــــــهِ أُشـــرِبَــــهــــاقَـعـائِــدُ الــدَيــرِ وَالـرُهــبــانُ فـــــي الـقِــمَــمِ
إِنَّ الـشَـمــائِــلَ إِن رَقَّــــــت يَـــكـــادُ بِـــهـــايُـغــرى الـمــادُ وَيُــغــرى كُــــلُّ ذي نَــسَــمِ
وَنـــــودِيَ اِقــــــرَأ تَــعــالــى الـــلَـــهُ قـائِـلُــهــالَـــم تَـتَّـصِـل قَـبــلَ مَـــن قـيـلَـت لَـــهُ بِـفَــمِ
هُـــــنـــــاكَ أَذَّنَ لِــلــرَحَـــمَـــنِ فَـــاِمــــتَــــلَأَتأَســـمـــاعُ مَـــكَّـــةَ مِــــــن قُــدسِــيَّــةِ الــنَــغَــمِ
فَـلا تَـسَـل عَــن قُـرَيـشٍ كَـيـفَ حَيرَتُـهـا؟وَكَـيــفَ نُـفـرَتُـهـا فــــي الـسَـهــلِ وَالـعَـلَــمِ؟
تَـسـاءَلـواعَــن عَــظــيــمٍ قَــــــد أَلَــــــمَّ بِـــهِـــمرَمــــــى الـمَـشــايِــخَ وَالـــوِلــــدانِ بِـالــلَــمَــمِ
يـاجـاهِـلـيــنَ عَـــلـــى الـــهـــادي وَدَعـــوَتِــــهِهَــل تَجهَـلـونَ مَـكـانَ الـصــادِقِ الـعَـلَـمِ؟
لَـقَّـبـتُـمــوهُ أَمـــيـــنَ الـــقَـــومِ فــــــي صِـــغَــــرٍوَمــــــا الأَمـــيـــنُ عَـــلـــى قَـــــــولٍ بِـمُــتَّــهَــمِ
فــــاقَ الــبُــدورَ وَفــــاقَ الأَنـبِــيــاءَ فَــكَـــمبِالخُلـقِ والخَلـقِ مِـن حُسـنٍ وَمِــن عِـظَـمِ
جـــــاءَ الـنـبِـيّــونَ بِــالآيـــاتِ فَـاِنـصَــرَمَــتوَجِــئــتَــنـــا بِــحَــكــيـــمٍ غَــــيـــــرِ مُـــنـــصَــــرِمِ
آيــاتُـــهُ كُــلَّــمــا طــــــالَ الـــمَـــدى جُــــــدُدٌيَـزيــنُــهُــنَّ جَــــــــلالُ الــعِـــتـــقِ وَالــــقِــــدَمِ
يَـــكــــادُ فـــــــي لَــفــظَـــةٍ مِــــنــــهُ مُــشَـــرَّفَـــةٍيـوصـيــكَ بِـالــحَــقِّ وَالـتَــقــوى وَبِـالــرَحِــمِ
يــــا أَفــصَــحَ النـاطِـقـيـنَ الــضــادَ قـاطِـبَــةحَديـثُـكَ الـشَـهـدُ عِـنــدَ الـذائِــقِ الـفَـهِـمِ
حَـلَّـيـتَ مِـــن عَـطَــلٍ جــيــدَ الـبَـيــانِ بِــــهِفــــي كُــــلِّ مُـنـتَـثِـرٍ فــــي حُــســنِ مُـنـتَـظِــمِ
بِـــكُــــلِّ قَـــــــولٍ كَـــريــــمٍ أَنـــــــتَ قــائِــلُـــهُتــحــيِ الـقُــلــوبَ وَتُــحـــيِ مَــيِّـــتَ الـهِــمَــمِ
سَـــــــرَت بَــشــائِـــرُ بــاِلــهـــادي وَمَـــولِــــدِهِفي الشَرقِ والغَربِ مَسرىالنورِ في الظُلَـمِ
تَخَـطَّـفَـت مُـهَــجَ الـطـاغـيـنَ مِــــن عَــــرَبٍوَطَـيَّــرَت أَنـفُــسَ الـبـاغـيـنَ مِــــن عُــجُــمِ
ريـعَـت لَـهـا شَــرَفُ الإيــوانِ فَاِنصَـدَعَـتمِـن صَـدمَـةِ الـحَـقِّ لا مِــن صَدمَةِالـقُـدُمِ
أَتَــيــتَ وَالــنــاسُ فَــوضــى لا تَــمُـــرُّ بِــهِـــمإِلّا عَـلــى صَــنَــمٍ قَــــد هــــامَ فــــي صَــنَــمِ
وَالأَرضُ مَـــمـــلـــوءَةٌ جَـــــــــوراً مُـــسَـــخَّـــرَةٌلِـــكُـــلِّ طــاغِــيَــةٍ فــــــي الــخَــلــقِ مُـحـتَــكِــمِ
مُـسَـيـطِـرُالـفُــرسِ يَــبــغـــي فــــــــي رَعِــيَّـــتِـــهِوَقَـيــصَــرُالــرومِ مِـــــــن كِــبــرٍأَصَـــمُّ عَـــــــمِ
يُــعَــذِّبـــانِ عِـــبــــادَ الــــلَــــهِ فــــــــي شُــــبَــــهٍوَيَــذبَــحـــانِ كَـــمــــا ضَــحَّــيـــتَ بِـالــغَــنَــمِ
وَالـخَــلــقُ يَـفــتِــكُ أَقـــواهُـــم بِـأَضـعَـفِـهِــمكَالـلَـيـثِ بِالـبَـهـمِ أَو كَـالـحـوتِ بِـالـبَـلَـمِ
أســــرى بِــــكَ الــلَـــهُ لَــيـــلاً إِذ مَـلائِــكُــهُوالرُسـلُ فـي المَسجِدِالأَقصـى عَلـى قَـدَمِ
لَــمّــا خَــطَـــرتَ بِـــــهِ اِلـتَــفّــوا بِـسَـيِّـدِهِــمكَالـشُـهـبِ بِـالـبَـدرِ أَو كَالـجُـنـدِ بِالـعَـلَـمِ
صَـلّــى وَراءَكَ مِـنـهُــم كُــــلُّ ذي خَــطَــرٍوَمَـــــــن يَـــفُــــز بِـحَــبــيــبِ الـــلَــــهِ يَــأتَــمِـــمِ
جُـبـتَ السَـمـاواتِ أَو مــا فَوقَـهُـنَّ بِـهِـمعَـــــلـــــى مُـــــنَــــــوَّرَةٍ دُرِّيَّـــــــــــةِ الـــلُــــجُــــمِ
رَكــوبَــةً لَــــكَ مِــــن عِــــزٍّ وَمِـــــن شَـــــرَفٍلا فـــي الـجِـيـادِ وَلا فــــي الأَيــنُــقِ الــرُسُــمِ
مَـشــيــئَــةُ الــخــالِـــقِ الـــبــــاري وَصَـنــعَــتُــهُوَقُــــدرَةُ الــلَــهِ فَـــــوقَ الــشَـــكِّ وَالـتُــهَــمِ
حَـــتّـــى بَــلَــغــتَ سَـــمـــاءً لا يُـــطـــارُ لَـــهـــاعَـلــى جَــنــاحٍ وَلا يُـسـعــى عَــلــى قَــــدَمِ
وَقــــيــــلَ كُــــــــلُّ نَــــبِــــيٍّ عِــــنــــدَ رُتـــبَـــتِـــهِوَيـــــا مُـحَــمَّــدُ هَــــــذا الـــعَـــرشُ فَـاِسـتَــلِــمِ
خَـطَـطــتَ لِـلــديــنِ وَالـدُنــيــا عُـلـومَـهُـمـايــا قــارِئَ الـلَـوحِ بَــل يــا لامِـــسَ الـقَـلَـمِ
أَحَــطــتَ بَيـنَـهُـمـا بِـالـسِــرِّ وَاِنـكَـشَـفَــتلَـــكَ الـخَـزائِـنُ مِـــن عِـلــمٍ وَمِـــن حِــكَــمِ
وَضاعَـفَ القُـربُ مـا قُـلِّـدتَ مِــن مِـنَـنٍبِــــلا عِــــدادٍ وَمــــا طُــوِّقــتَ مِـــــن نِــعَـــمِ
سَـل عُصبَـةَ الشِـركِ حَـولَ الغـارِ سائِمَـةًلَــــــولا مُـــطـــارَدَةُ الـمُـخــتــارِ لَـــــــم تُـــسَــــمَ
هَــــل أَبــصَــروا الأَثَـرَالـوَضّــاءَ أَم سَـمِــعــواهَـمــسَ التَـسـابـيـحِ وَالــقُــرآنِ مِــــن أُمَــــمِ
وَهَــــل تَـمَـثَّــلَ نَــســـجُ الـعَـنـكَـبـوتِ لَــهُـــمكَالغـابِ وَالحائِمـاتُ وَالـزُغـبُ كَالـرُخَـمِ
فَــــأَدبَــــروا وَوُجــــــــوهُ الأَرضِ تَـلـعَــنُــهُــمكَـبــاطِــلٍ مِـــــن جَـــــلالِ الــحَـــقِّ مُـنــهَــزِمِ
لَــــولا يَــــدُ الــلَــهِ بِـالـجـارَيـنَ مـــــا سَـلِــمــاوَعَـيـنُــهُ حَــــولَ رُكــــنِ الــديــنِ لَــــم يَــقُـــمِ
تَـــــوارَيـــــا بِـــجَـــنــــاحِ الـــــلَــــــهِ وَاِســـتَــــتَــــراوَمَـــــن يَــضُـــمُّ جَــنـــاحُ الــلَـــهِ لا يُـــضَـــمِ
يــــا أَحــمَــدَ الـخَـيــرِ لــــي جــــاهٌ بِتَـسـمِـيَـتـيوَكَــيــفَ لا يَـتَـسـامـى بِـالـرَســولِ سَــمــي؟
الــمــادِحـــونَ وَأَربـــــــابُ الــــهَــــوى تَــــبَــــعٌلِـصـاحِـبِ الـبُــردَةِ الفَـيـحـاءِ ذي الـقَــدَمِ
مَـديـحُـهُ فــيــكَ حُــــبٌّ خــالِــصٌ وَهَــــوىًوَصــادِقُ الـحُــبِّ يُـمـلـي صـــادِقَ الـكَـلَـمِ
الــــلَـــــهُ يَـــشـــهَـــدُ أَنّـــــــــي لا أُعـــــارِضُـــــهُمـن ذا يُعـارِضُ صَـوبَ العـارِضِ العَـرِمِ؟
وَإِنَّـــمـــا أَنــــــا بَـــعـــضُ الـغـابِـطـيــنَ وَمَــــــنيَــغــبِــط وَلِـــيَّــــكَ لا يُـــذمَــــم وَلا يُـــلَــــمِ
هَـــــذا مَــقـــامٌ مِـــــنَ الــرَحــمَــنِ مُـقـتَــبَــسٌتـــرمــــي مَـهــابَــتُــهُ سَــحـــبـــانَ بِــالــبَــكَــمِ
الـبَـدرُ دونَــكَ فـــي حُـســنٍ وَفـــي شَـــرَفٍوَالـبَـحـرُ دونَـــكَ فـــي خَــيــرٍ وَفــــي كَــــرَمِ
شُــــمُّ الـجِـبــالِ إِذا طـاوَلـتَـهـا اِنـخَـفَـضَــتوَالأَنــجُـــمُ الــزُهـــرُ مـــــا واسَـمـتَـهــا تَــسِـــمِ
وَالـلَــيــثُ دونَـــــكَ بَــأســـاً عِــنـــدَ وَثـبَــتِــهِإِذا مَشَيـتَ إِلـى شاكـي الـسِـلاحِ كَـمـي
تَــهــفــو إِلَـــيـــكَ وَإِن أَدمَـــيــــتَ حَـبَّــتَــهــافـــي الــحَــربِ أَفــئِــدَةُ الأَبــطــالِ وَالـبُـهَــمِ
مَـــحَــــبَّــــةُ الـــــلَــــــهِ أَلـــقــــاهــــا وَهَـــيـــبَـــتُـــهُعَـلــى اِبـــنِ آمِــنَــةٍ فــــي كُــــلِّ مُـصـطَــدَمِ
كَـأَنَّ وَجـهَـكَ تَـحـتَ النَـقـعِ بَــدرُ دُجــىًيُــــضــــيءُ مُـلـتَــثِــمــاً أَو غَــــيــــرَ مُــلــتَــثِــمِ
بَــــــــدرٌ تَــطَـــلَّـــعَ فــــــــي بَــــــــدرٍ فَـــغُـــرَّتُـــهُكَــغُــرَّةِ الـنَـصــرِ تَـجـلــو داجِـــــيَ الـظُــلَــمِ
ذُكِــــرتَ بِـالـيُـتـمِ فـــــي الــقُـــرآنِ تَـكــرِمَــةًوَقـيــمَــةُ الـلُــؤلُــؤِ الـمَـكـنــونِ فـــــي الــيُــتُــمِ
الله قــــســــم بَــــيــــنَ الــــنــــاسِ رِزقَــــهُـــــمُوأنــــتَ خُــيِّــرتَ فـــــي الأَرزاقِ وَالـقِــسَــمِ
إِن قُلتَ في الأَمرِ لا أَو قُلتَ فيـهِ نَعَـمفَـخــيــرَةُ الــلَـــهِ فـــــي لا مِــنـــكَ أَو نَــعَـــمِ
أَخـــوكَ عـيـســى دَعــــا مَـيـتــاً فَــقــامَ لَــــهُوَأَنــــتَ أَحـيَـيــتَ أَجــيـــالاً مِـــــنَ الــزِمَـــمِ
وَالـجَـهـلُ مَـــوتٌ فَـــإِن أوتــيــتَ مُـعـجِــزَةًفَابعَث مِنَ الجَهلِ أَو فَابعَث مِنَ الرَجَمِ
قـالــوا غَـــزَوتَ وَرُســـلُ الـلَــهِ مـــا بُـعِـثــوالِـقَــتــلِ نَــفـــسٍ وَلاجـــــاؤوا لِـسَــفــكِ دَمِ
جَــهـــلٌ وَتَـضـلـيــلُ أَحـــــلامٍ وَسَـفـسَــطَــةٌفَتَـحـتَ بِالـسَـيـفِ بَـعــدَ الـفَـتـحِ بِالـقَـلَـمِ
لَـمّـا أَتــى لَــكَ عَـفـواً كُــلُّ ذي حَـسَــبٍتَــكَــفَّــلَ الــسَــيــفُ بِـالـجُــهّــالِ وَالــعَــمَــم
وَالــشَــرُّ إِن تَـلـقَــهُ بِـالـخَـيـرِ ضِــقــتَ بِـــــهِذَرعــــــاً وَإِن تَــلــقَــهُ بِــالــشَـــرِّ يَـنــحَــسِــمِ
سَـــلِ المَسـيـحِـيَّـةَ الــغَــرّاءَ كَــــم شَــرِبَــتبِـالـصـابِ مِـــن شَـهَــواتِ الـظـالِـمِ الـغَـلِـمِ
طَـــريـــدَةُ الـــشِـــركِ يُــؤذيــهــا وَيـوسِــعُــهــافـــي كُـــلِّ حــيــنٍ قِــتــالاً ســاطِــعَ الــحَــدَمِ
لَـــــــولا حُـــمــــاةٌ لَـــهــــا هَـــبّــــوا لِـنُـصــرَتِــهــابِالسَـيـفِ مــا اِنتَفَـعَـت بِالـرِفـقِ وَالـرُحَــمِ
لَــــولا مَــكـــانٌ لِـعـيـســى عِــنـــدَ مُـرسِــلِــهِوَحُــرمَــةٌ وَجَــبَـــت لِــلـــروحِ فـــــي الــقِـــدَمِ
لَسُـمِّـرَ الـبَــدَنُ الـطُـهـرُ الـشَـريـفُ عَـلــىلَـوحَـيــنِ لَــــم يَــخـــشَ مُــؤذيـــهِ وَلَـــــم يَــجِـــمِ
جَــــلَّ الـمَـسـيـحُ وَذاقَ الـصَـلــبَ شـانِـئُــهُإِنَّ الـعِــقــابَ بِــقَـــدرِ الــذَنـــبِ وَالـــجُـــرُمِ
أَخــــــو الــنَــبِــيِّ وَروحُ الـــلَـــهِ فــــــي نــــــزلفَــــوقَ الـسَــمــاءِ وَدونَ الــعَـــرشِ مـحــتــرم
عَـلَّـمـتَـهُـم كُـــــلَّ شَـــــيءٍ يَـجـهَـلــونَ بِـــــهِحَــتّــى الـقِـتــالَ وَمــــا فــيــهِ مِــــنَ الــذِمَــمِ
دَعَــوتَــهُـــم لِــجِــهـــادٍ فـــيــــهِ سُــــؤدُدُهُــــموَالــحَــربُ أُسُّ نِــظــامِ الــكَـــونِ وَالأُمَـــــمِ
لَــــولاهُ لَـــــم نَـــــرَ لِــلـــدَولاتِ فـــــي زَمَـــــنٍمــا طــالَ مِــن عُـمُـدٍ أَو قَــرَّ مِــن دُهُـــمِ
تِــلـــكَ الـشَــواهِــدُ تَــتـــرى كُـــــلَّ آوِنَــــــةٍفي الأَعصُرِ الغُرِّ لا فـي الأَعصُـرِ الدُهُـمِ
بِالأَمـسِ مالَـت عُــروشٌ وَاِعتَـلَـت سُــرُرٌلَــــولا الـقَـذائِــفُ لَــــم تَـثـلَــم وَلَــــم تَــصُـــمِ
أَشـيــاعُ عـيـســى أَعَــــدّوا كُــــلَّ قـاصِـمَــةٍوَلَـــــم نُــعِـــدُّ سِـــــوى حـــــالاتِ مُـنـقَـصِــمِ
مَهـمـا دُعـيـتَ إِلــى الهَيـجـاءِ قُـمــتَ لَـهــاتَــرمـــي بِــأُســـدٍ وَيَــرمـــي الــلَـــهُ بِـالــرُجُــمِ
عَــلـــى لِـــوائِـــكَ مِــنــهُــم كُــــــلُّ مُـنـتَــقِــمٍلِـــلَّــــهِ مُـسـتَـقــتِــلٍ فـــــــي الـــلَــــهِ مُــعــتَـــزِمِ
مُـــسَـــبِّـــحٍ لِـــلِـــقـــاءِ الــــلَـــــهِ مُـــضـــطَــــرِمٍشَـوقــاً عَـلــى سـابِــخٍ كَـالـبَـرقِ مُـضـطَـرِمِ
لَـوصــادَفَ الـدَهــرَ يَـبـغـي نَـقـلَـةً فَــرَمــىبِـعَــزمِــهِ فـــــي رِحـــــالِ الــدَهـــرِ لَـــــم يَــــــرِمِ
بـيـضٌ مَفالـيـلُ مِــن فِـعـلِ الـحُـروبِ بِـهِــممِــــن أَســيُــفِ الــلَــهِ لا الـهِـنـدِيَّـةُ الــخُــذُمُ
كَـم فـي التُـرابِ إِذا فَتَّـشـتَ عَــن رَجُــلٍمَن مـاتَ بِالعَهـدِ أَو مَـن مـاتَ بِالقَسَـمِ
لَـــولا مَـواهِــبُ فـــي بَـعــضِ الأَنــــامِ لَــمــاتَــفــاوَتَ الــنــاسُ فــــي الأَقــــدارِ وَالـقِـيَــمِ
شَـريــعَــةٌ لَـــــكَ فَــجَّـــرتَ الـعُــقــولَ بِـــهـــاعَــــن زاخِــــرٍ بِـصُـنــوفِ الـعِـلــمِ مُـلـتَـطِـمِ
يَـلــوحُ حَـــولَ سَــنــا الـتَـوحـيـدِ جَـوهَـرُهــاكَالحَـلـيِ لِلـسَـيـفِ أَو كَـالـوَشـيِ لِلـعَـلَـمِ
غَــــرّاءُ حــامَــت عَـلَـيـهـا أَنــفُـــسٌ وَنُــهـــىًوَمَـــن يَـجِــد سَـلـسَـلاً مِـــن حِـكـمَـةٍ يَـحُــمِ
نــــورُ الـسَـبـيـلِ يُــســاسُ الـعـالِـمـونَ بِــهـــاتَـكَـفَّــلَــت بِــشَــبـــابِ الـــدَهــــرِ وَالـــهَــــرَمِ
يَـجــري الـزَمــانُ وَأَحـكــامُ الـزَمــانِ عَـلــىحُـكــمٍ لَـهــا نــافِــذٍ فــــي الـخَـلــقِ مُـرتَـسِــمِ
لَـمّـا اِعتَـلَـت دَولَــةُ الإِســلامِ وَاِتَّـسَـعَـتمَــشَـــت مَـمـالِـكُــهُ فــــــي نـــورِهـــا الــتَــمَــمِ
وَعَـــلَّـــمَــــت أُمَّــــــــــةً بِــالــقَـــفـــرِ نـــــازِلَـــــةًرَعــــيَ الـقَـيـاصِـرِ بَــعــدَ الــشــاءِ وَالـنَـعَــمِ
كَـــم شَـيَّــدَ المُصـلِـحـونَ الـعـامِـلـونَ بِــهــافـي الشَـرقِ وَالغَـربِ مُلكـاً بـاذِخَ العِظَـمِ
لِلـعِـلـمِ وَالـعَــدلِ وَالتَـمـديـنِ مـــا عَــزَمــوامِـــنَ الأُمـــورِ وَمــــا شَــــدّوا مِــــنَ الــحُــزُمِ
سُــرعــانَ مــــا فَـتَـحــوا الـدُنـيــا لِـمِـلَّـتِـهِـموَأَنـهَـلـوا الـنــاسَ مِـــن سَلـسـالِـهـا الـشَـبِــمِ
ســاروا عَلَيـهـا هُــداةَ الـنـاسِ فَـهــيَ بِـهِــمإِلــــى الــفَــلاحِ طَــريــقٌ واضِـــــحُ الـعَــظَــمِ
لا يَــهــدِمُ الــدَهــرُ رُكــنــاً شــــادَ عَـدلَــهُــمُوَحــائِـــطُ الـبَــغــيِ إِن تَـلـمَــســهُ يَــنــهَــدِم
نـالـوا السَـعـادَةَ فـــي الـدارَيــنِ وَاِجتَـمَـعـواعَـلــى عَـمـيــمٍ مِــــنَ الــرُضــوانِ مُـقـتَـسَـمِ
دَع عَــنــكَ رومـــــا وَآثـيــنــا وَمـــــا حَــوَتـــاكُــــلُّ الـيَـواقـيــتِ فـــــي بَــغـــدادَ وَالــتُـــوَمِ
وَخَــــــلِّ كِـــســـرى وَإيـــوانـــاً يَــــــدِلُّ بِــــــهِهَــــــوىً عَـــلـــى أَثَــــــرِ الــنــيــرانِ وَالأَيُــــــمِ
وَاِتـــرُك رَعمَـسـيـسَ إِنَّ الـمُـلــكَ مَـظـهَــرُهُفــي نـهـضَـةِ الـعَــدلِ لا فـــي نَـهـضَـةِ الـهَــرَمِ
دارُ الـشَــرائِــعِ رومــــــا كُــلَّــمــا ذُكِــــــرَتدارُ الــسَــلامِ لَــهــا أَلــقَــت يَــــدَ الـسَــلَــمِ
مــــــا ضـارَعَـتــهــا بَــيــانــاً عِـــنــــدَ مُــلــتَـــأَمٍوَلا حَـكَـتــهــا قَـــضـــاءً عِـــنـــدَ مُـخــتَــصَــمِ
وَلا اِحـتَــوَت فـــي طِـــرازٍ مِـــن قَيـاصِـرِهـاعَـــلــــى رَشـــيــــدٍ وَمَـــأمــــونٍ وَمُــعــتَــصِــمِ
مَــــــنِ الَّـــذيـــنَ إِذا ســــــارَت كَـتـائِـبُــهُــمتَــصَـــرَّفـــوا بِــــحُــــدودِ الأَرضِ وَالـــتُـــخَـــمِ
وَيَــجــلِــســـونَ إِلـــــــــى عِــــلـــــمٍ وَمَـــعـــرِفَـــةٍفَـــــلا يُــدانَـــونَ فــــــي عَـــقـــلٍ وَلا فَـــهَـــمِ
يُـطَــأطِــئُ الـعُـلَــمــاءُ الـــهـــامَ إِن نَــبَــســوامِــن هَيـبَـةِ العِـلـمِ لا مِــن هَـيـبَـةِ الـحُـكُـمِ
وَيُـمـطِــرونَ فَــمـــا بِـــــالأَرضِ مِـــــن مَــحَـــلٍوَلا بِـمَـن بــاتَ فَــوقَ الأَرضِ مِــن عُـــدُمِ
خَــلائِـــفُ الــلَـــهِ جَــلّـــوا عَــــــن مُـــوازَنَـــةٍفَـــــلا تَـقـيـسَــنَّ أَمــــــلاكَ الــــــوَرى بِـــهِـــمِ
مَــــن فــــي الـبَــرِيَّــةِ كَـالــفــاروقِ مَـعــدَلَــةً؟وَكَـاِبـنِ عَـبــدِ الـعَـزيـزِ الـخـاشِـعِ الـحَـشِـمِ؟
وَكَـــالإِمــــامِ إِذا مـــــــا فَــــــــضَّ مُــزدَحِـــمـــاًبِـمَــدمَــعٍ فـــــي مَــآقـــي الـــقَـــومِ مُـــزدَحِـــمِ
الـزاخِــرُ الـعَــذبُ فــــي عِــلــمٍ وَفــــي أَدَبٍوَالناصِرُالـنَـدبِ فــي حَــربٍ وَفــي سَـلَــمِ؟
أَو كَــاِبــنِ عَــفّــانَ وَالــقُـــرآنُ فـــــي يَـــــدِهِيَحنـوعَـلَـيـهِ كَــمــا تَـحــنــو عَــلـــى الـفُــطُــمِ
وَيَـــجــــمَــــعُ الآيَ تَــرتـــيـــبـــاً وَيَــنــظُــمُــهـــاعِــقــداً بِـجـيــدِ الـلَـيـالـي غَــيـــرَ مُـنـفَـصِــمِ؟
جُـرحـانِ فــي كَـبِــدِ الإِســـلامِ مـــا اِلـتَـأَمـاجُـرحُ الشَهـيـدِ وَجُــرحٌ بِالكِـتـابِ دَمــي
وَمــــــــا بَــــــــلاءُ أَبــــــــي بَــــكـــــرٍ بِــمُــتَّــهَـــمٍبَــعــدَ الـجَـلائِــلِ فــــي الأَفــعـــالِ وَالــخِـــدَمِ
بِالـحَـزمِ وَالـعَـزمِ حـــاطَ الـديــنَ فـــي مِـحَــنٍأَضَــلَّــتِ الـحُـلــمَ مِـــــن كَــهـــلٍ وَمُـحـتَـلِــمِ
وَحِـــدنَ بِـالـراشِـدِ الـفــاروقِ عَــــن رُشــــدٍفـــي الــمَــوتِ وَهــــوَ يَـقـيــنٌ غَــيــرُ مُـنـبَـهِـمِ
يُــــجــــادِلُ الــــقَـــــومَ مُـــســـتَـــلّاً مُـــهَـــنَّـــدَهُفـي أَعـظَـمِ الـرُسـلِ قَــدراً كَـيـفَ لَــم يَــدُمِ
لا تَـعــذُلــوهُ إِذا طـــــافَ الـــذُهـــولُ بِــــــهِمـاتَ الحَبيـبُ فَضَـلَّ الصَـبُّ عَـن رَغَــمِ
يـــا رَبِّ صَـــلِّ وَسَـلِّــم مـــا أَرَدتَ عَــلــىنَــزيــلِ عَــرشِــكَ خَــيــرِ الــرُســـلِ كُـلِّــهِــمِ
مُـــحــــيِ الـلَــيــالــي صَـــــــلاةً لا يُـقَـطِّــعُــهــاإِلا بِــدَمـــعٍ مِـــــنَ الإِشـــفـــاقِ مُـنـسَــجِــمِ
مُـسَـبِّـحـاً لَــــكَ جُــنـــحَ الـلَــيــلِ مُـحـتَـمِــلاًضُــرّاً مِــنَ السُـهـدِ أَو ضُـــرّاً مِـــنَ الـــوَرَمِ
رَضِـــيَّــــةٌ نَــفــسُـــهُ لا تَـشــتَــكــي سَــــأَمــــاًوَمـا مَـعَ الحُـبِّ إِن أَخلَـصـتَ مِــن سَــأَمِ
وَصَــــــلِّ رَبّــــــي عَـــلـــى آلٍ لَــــــهُ نُـــخَــــبٍجَـعَـلــتَ فـيـهِــم لِــــواءَ الـبَـيــتِ وَالــحَــرَمِ
بيـضُ الوُجـوهِ وَوَجــهُ الـدَهـرِ ذو حَـلَـكٍشُـــمُّ الأُنـــوفِ وَأَنـــفُ الـحـادِثـاتِ حَـمــى
وَأَهــــــدِ خَـــيـــرَ صَــــــلاةٍ مِـــنـــكَ أَربَـــعَـــةًفــي الصَـحـبِ صُحبَتُـهُـم مَـرعِـيَّـةُ الـحُــرَمِ
الــراكِــبــيــنَ إِذا نــــــــادى الــنَـــبِـــيُّ بِــــهِــــممـاهـالَ مِـــن جَـلَــلٍ وَاِشـتَــدَّ مِـــن عَـمَــم
الـصــابِــريــنَ وَنَـــفــــسُ الأَرضِ واجِــــفَــــةٌالضـاحِـكـيـنَ إِلــــى الأَخــطـــارِ وَالـقُــحَــمِ
يــــارَبِّ هَــبَّـــت شُــعـــوبٌ مِـــــن مَـنِـيَّـتِـهـاوَاِستَـيـقَـظَـت أُمَــــمٌ مِــــن رَقــــدَةِ الــعَــدَمِ
سَــعــدٌ وَنَــحــسٌ وَمُــلــكٌ أَنـــــتَ مـالِــكُــهُتُــديـــلُ مِـــــن نِــعَـــمٍ فــيـــهِ وَمِــــــن نِـــقَـــمِ
رَأى قَــــضــــاؤُكَ فــيـــنـــا رَأيَ حِــكــمَــتِـــهِأَكــــرِم بِـوَجـهِــكَ مِــــن قــــاضٍ وَمُـنـتَـقِــمِ
فَـاِلـطُـف لِأَجـــلِ رَســـولِ العـالَـمـيـنَ بِــنــاوَلا تَــــــزِد قَـــومَــــهُ خَــســفـــاً وَلا تُـــسِــــمِ
يـــا رَبِّ أَحـسَـنـتَ بَـــدءَ المُسـلِـمـيـنَ بِــــهِفَـتَـمِّـمِ الـفَـضـلَ وَاِمـنَــح حُـســنَ مُـخـتَـتَـمِ
أرجو أن تكون أمتعتكم