أبي العلاء المعري
هو أحمد بن عبدالله بن سلمان القضاعي التنوخي، الذي ولد في قرية معرة النعمان الواقعة الى الشمال من حماة بسورية ونسب الى تلك القرية ، وقد اشتهرت اسرته بتولي عدد منهم مناصب القضاء ومكانتهم في الفقه والأدب . فقد بصره بسبب الجدري وهو دون الرابعة من عمره ولكن ذلك لم يمنعه من الدراسة وتحصيل العلم فدرس اللغة العربية وعلومها كالنحو والادب والشعر وتنقل بين المعرة و حلب وبغداد . اشتهر ابو العلاء المعري بشعره حتى لقب بشاعر الفلاسفة وفيلسوف الشعراء . له آثار نثرية وشعرية كثيرة زادت على الستين مؤلفا شملت جوانب متعددة كالنحو والعلوم اللغوية والزهد والوعظ وشرح دواوين عدد من فحول الشعراء . ومن أشهر مؤلفاته : ( رسالة الغفران ) ، و ( سقط الزند ) ، و ( اللزوميات ). استقر في الفترة الاخيرة من عمره في بلدته المعرة وسمى نفسه رهين المحبسين لانه بقي حبيس المعرة وكفيف البصر فلم يخرج من بلدته الا ما ندر . من ابياته المشهورة :
قصيدته (( غير مجد ))
هي مجرد رثاء في فقيه حنبلي ..
غَيْرُ مُجـدِ ، فـي مِلّتـي وإعتقـادينــــوح بــــاك ولا تــرنــم شــــاد
وشبيـه صـوت النعـي ، إذا قيـسبـصــوت البـشـرفـي كــــل نــــاد
أبكـت تلكـم الحمـامـة ، أم نـاحـتعـلــى فـــرع غصـنـهـا الـمـيّـاد؟
صاح ! هـذه قبورنـا تمـلأ الرحـبفـأيــن القـبـورمـن عـهــد عـــاد؟
خـفـف الـــوطء ! مـاأظــن أديـــمالأرض إلا مـــن هـــذه الأجـســاد
وقبـيـح بـنــا ، وإن قـــدم الـعـهـدهـــــوان الآبــــــاء والأجــــــداد
سر إن إسطعت في الهواء رويـداًلا اختـيـالاً عـلـى رفـــات الـعـبـاد
رب لحـد قـد صــار لـحـداً مــراراًضــاحــك مـنـتـزاحـم الأضـــــداد
ودفــيــن عــلــى بـقـايــا دفــيــنفـــي طـويــل الأزمـــان والأبـــاد
فـأسـأل الفرقـديـن عـمـن أحـســامــن قـبـيـل وآنـســا مـــن بـــلاد
كـــم أقـامــا عــلــى زوال نــهــاروأنــــارا لـمـدلــج فــــي ســــواد
تعـب كلهـا الحيـاة ، فـمـا أعـجـبإلا مـــن راغـــب فــــي إزديــــاد
إن حزنا في ساعة الموت أضعافسـرورنـا فـــي سـاعــة الـمـيـلاد
خـلـق الـنـاس للـبـقـاء ، فـضـلـتأمــــــة يـحـسـبـونـهـم لـلـنــفــاد
إنـمـا ينقـلـون مـــن دار أعـمــالإلــــى دار شــقــوة ، أو رشـــــاد
ضجـعـة الـمـوت رقــدة يستـريـحالجسم فيها ، والعيش مثل السهاد
أســف غـيــر نـافــعٍ ، وإجـتـهـادلا يـــؤدي إلـــى غـنــاء اجـتـهـاد
طالما أخرج الحزين جوى الحـزنإلــــى غــيــر لائــــقٍ بـالــســداد
مثـل مـا فـاتـت الـصـلاة سليـمـانفـأنـحـى عـلــى رقــلــب الـجـيــاد
وهو من سخرت له الإنس والجنبـمـا صــح مـــن شـهــادة صـــاد
خــاف غــدر الأنــام ، فـإسـتـودعالريـح سليـلاً ، تغـذوه در العـهـاد
وتـوخـى لــه النـجـاة وقــد أيـقـنأن الـــحِـــمـــام بــالــمـــرصـــاد
فرمته بـه ، علـى جانـب الكرسـيأم اللهيــــــم ، أخــــــت الـــنـــآد
ولكم التحية والتقدير .....