نونية أبن زيدون
أَضْــحَــى الـتَّـنَـائِـي بَــدِيْــلاً مِــــنْ تَـدانِـيْـنـاوَنَــــا بَ عَـــــنْ طِــيْـــبِ لُـقْـيَـانَــا تَـجَـافِـيْـنَـا
ألا وقـــد حــــانَ صُــبــح الـبَـيْــنِ صَـبَّـحـنـاحِـــيـــنٌ فـــقـــام بـــنــــا لـلــحِــيــن نـاعِــيــنــا
مَـــــــن مُــبــلـــغ الـمُـبْـلِـسـيـنـا بـانـتـزاحِــهــمحُــزن ًا مـــع الـدهــر لا يَـبـلـى ويُبلـيـنـا
أن الــزمـــان الـــــذي مـــــا زال يُـضـحـكـنـاأنـــسًــــا بـقــربــهــم قـــــــد عـــــــاد يُـبـكـيــنــا
غِيظَ العِـدى مـن تساقينـا الهـوى فدعـوابــــــأن نَـــغُـــصَّ فـــقـــال الـــدهـــر آمــيــنـــا
فـانــحــلَّ مـــــا كـــــان مـعــقــودًا بـأنـفـسـنــاوانــبـــتَّ مـــــا كـــــان مـــوصـــولاً بـأيـديــنــا
لـــــم نـعـتـقــد بـعــدكــم إلا الـــوفـــاءَ لـــكـــمرأيًــــــــا ولــــــــم نــتــقــلـــد غــــيـــــرَه ديــــنـــــا
مـــا حـقـنـا أن تُـقــروا عــيــنَ ذي حــســدبـــنـــا، ولا أن تـــســـروا كــاشــحًـــا فــيــنـــا
كــنــا نــــرى الــيــأس تُـسـلـيـنـا عــوارضُـــهوقــــــد يـئـســنــا فـــمـــا لــلــيــأس يُـغــريــنــا
بِــنــتــم وبـــنـــا فـــمـــا ابــتــلــت جـوانــحُــنــاشــــوقًــــا إلــيـــكـــم ولا جــــفــــت مــآقــيــنـــا
نــــكــــاد حــــيــــن تُـنـاجــيــكــم ضــمــائــرُنـــايَـقــض ي علـيـنـا الأســـى لــــولا تـأسِّـيـنـا
حــــالـــــت لــفــقــدكـــم أيـــامـــنـــا فَـــــغَـــــدَتْسُــــود ًا وكــانــت بــكــم بـيـضًــا ليـالـيـنـا
إذ جــانــب الـعـيــش طَــلْــقٌ مــــن تـألُّـفـنــاومــــوردُ اللهو صـــــافٍ مـــــن تـصـافـيـنـا
وإذ هَـصَـرْنــا غُــصــون الــوصــل دانــيـــةقـطـوفُــهــا فـجـنـيـنــا مـــنـــه مــــــا شِــيــنـــا
لـيـســقِ عـهـدكــم عــهــد الــســرور فــمـــاكــــنــــتـــــم لأرواحــــــنـــــــا إلا ريـــاحـــيـــنــــا
لا تــحــســبــوا نَــأْيـــكـــم عــــنــــا يُــغــيِّــرنـــاأن طــالــمــا غـــيَّــــر الـــنــــأي الـمـحـبـيـنــا
والله مــــــــا طـــلـــبـــت أهــــواؤنـــــا بـــــــــدلاًمـنــكــم ولا انــصــرفــت عــنــكــم أمـانـيــنــا
يا سـاريَ البـرقِ غـادِ القصـرَ فاسـق بـهمـن كــان صِــرفَ الـهـوى والــود يَسقيـنـا
واســـــأل هـــنـــاك هــــــل عـــنَّـــي تــذكــرنــاإلـــــفًـــــا، تـــــذكـــــره أمـــــســــــى يُــعــنِّــيــنـــا
ويــــــا نــســيـــمَ الــصِّــبـــا بـــلــــغ تـحـيـتــنــامــن لــو عـلـى البـعـد حـيًّـا كــان يُحيـيـنـا
فــهــل أرى الــدهـــر يَـقـصـيـنـا مُـسـاعَـفــةًمـــنــــه ولـــــــم يـــكــــن غِــــبًّــــا تـقـاضــيــنــا
ربــــيـــــب مـــــلـــــك كــــــــــأن الله أنـــــشـــــأهمـســكًــا وقـــــدَّر إنــشـــاء الـــــورى طـيــنــا
أو صـــاغـــه ورِقًــــــا مــحــضًـــا وتَـــوَّجَــــهمِــــن نــاصــع الـتـبــر إبــداعًــا وتحـسـيـنـا
إذا تَــــــــــــــــأَوَّد آدتـــــــــــــــــه رفـــــاهــــــيَــــــةتُـــــومُ الــعُــقُــود وأَدْمَـــتـــه الـــبُـــرى لِــيــنــا
كـانــت لـــه الـشـمـسُ ظِـئْــرًا فــــي أَكِـلَّـتِــهبــــــل مـــــــا تَــجَــلَّـــى لـــهــــا إلا أحـايــيــنــا
كـأنــمــا أثـبــتــت فـــــي صــحـــن وجــنــتــهزُهْــــــــرُ الــكـــواكـــب تــعـــويـــذًا وتــزيــيــنـــا
مـــا ضَـــرَّ أن لـــم نــكــن أكــفــاءَه شــرفًــاوفـــــي الـــمـــودة كــــــافٍ مــــــن تَـكَـافـيـنــا
يــــا روضــــةً طـالــمــا أجْــنَـــتْ لَـوَاحِـظَـنــاوردًا أجــــلاه الـصــبــا غَــضًّـــا ونَـسْـريـنــا
ويــــــــــا حـــــيــــــاةً تَــمَــلَّــيْــنـــا بــزهـــرتـــهـــامُــــنًـــــى ضُــــرُوبًـــــا ولـــــــــذَّاتٍ أفــانِــيـــنـــا
ويـــــا نـعـيـمًــا خَـطَــرْنــا مـــــن غَــضَــارتــهفــي وَشْـــي نُـعـمـى سَحَـبْـنـا ذَيْـلَــه حِـيـنـا
لــســـنـــا نُــسَــمِّــيــك إجــــــــلالاً وتَـــكْـــرِمَـــةوقـــــد رك الـمـعـتـلـى عـــــن ذاك يُـغـنـيـنــا
إذا انـفــردتِ ومـــا شُـورِكْــتِ فـــي صـفــةٍفـحـسـبـنـا الــوصـــف إيـضــاحًــا وتَـبـيـيـنـا
يـــــا جـــنـــةَ الــخــلــد أُبــدلــنــا بـسَـلْـسِـلـهـاوالــكــوثــر الـــعـــذب زَقُّـــومًــــا وغِـسـلـيــنــا
كــأنــنــا لــــــم نَـــبِــــت والـــوصــــل ثـالــثــنــاوالسـعـد قــد غَــضَّ مــن أجـفـان واشيـنـا
سِــــرَّانِ فــــي خــاطــرِ الـظَّـلْـمـاء يَـكـتُـمُـنـاحــتــى يــكــاد لــســـان الـصــبــح يُـفـشـيـنـا
لا غَرْو فِي أن ذكرنا الحزن حِينَ نَهَتْعـنــه الـنُّـهَــى وتَـركْـنــا الـصـبــر نـاسِـيـنـا
إذا قــرأنــا الأســــى يــــومَ الــنَّــوى سُـــــوَرًامـكــتــوبــة وأخــــذنــــا الــصـــبـــر تَـلْـقِــيــنــا
أمَّـــــــا هـــــــواكِ فـــلــــم نـــعــــدل بـمـنـهــلــهشِـــرْبًـــا وإن كـــــــان يــرويــنـــا فـيُـظـمـيـنــا
لـــم نَــجْــفُ أفــــق جــمــال أنــــت كـوكـبــهسـالــيــن عـــنـــه ولــــــم نــهــجــره قـالـيــنــا
ولا اخــتــيـــارًا تـجـنـبــنــاه عــــــــن كَــــثَــــبٍلـــكـــن عــدتــنــا عـــلـــى كــــــره عــواديــنـــا
نــأســـى عــلــيــك إذا حُـــثَّـــت مُـشَـعْـشَـعــةًفــيـــنـــا الـــشَّـــمُـــول وغـــنَّـــانـــا مُـغَــنِّــيــنــا
لا أَكْـــؤُسُ الـــراحِ تُـبــدى مــــن شمـائـلـنـاسِــيــمَــا ارتـــيـــاحٍ ولا الأوتــــــارُ تُـلـهـيــنــا
دُومِـي علـى العهـد، مـا دُمْنـا، مُحَافِـظـةًفالـحُـرّ ُ مَـــنْ دان إنـصـافًـا كـمــا دِيـنَــا
فـمــا اسْتَـعَـضْـنـا خـلـيــلاً مِــنــك يَحْـبـسـنـاولا اسـتــفــدنــا حـبــيــبًــا عـــنــــك يُـثْـنـيــنــا
ولـــو صَـبَــا نَـحْـوَنـا مــــن عُــلْــوِ مَـطْـلَـعِـهبــدرُ الـدُّجَـى لــم يـكـن حـاشـاكِ يُصْبِـيـنـا
أَوْلِـــــي وفـــــاءً وإن لـــــم تَـبْــذُلِــي صِــلَـــةًفـالــطــيــفُ يُـقْـنِـعُــنــا والـــذِّكْــــرُ يَـكْـفِــيــنــا
وفـــي الـجــوابِ مـتــاعٌ لـــو شـفـعــتِ بــــهبِـيْـضَ الأيـــادي الـتــي مـــا زلْـــتِ تُولِـيـنـا
عـلــيــكِ مِــنـــي ســـــلامُ اللهِ مــــــا بَــقِــيَــتْصَــبَـــابـــةٌ مــــنــــكِ نُـخْـفِــيــهــا فَـتُـخـفـيــنــا
ولكم المحبة والدعاء بالتوفيق .....