امرؤ القيس عندما هزم الجن .. انصحكم بقرائتها
[color=cyan]يقال أن امرأ القيس وأعشى بن قيس وطرفة بن العبد وعبيد بن الابرص قد دخلوا على النعمان بن المنذر. فقال لهم انه يشتاق الى النزهة قالوا مايمنعك ايها الملك؟ فتهيأوا وساروا وهو معهم راحوا يصطادون وذبحو صيدهم وأشعلوا النيران وبداءو فى شواء لحوم وكبد صيدهم
فقال الملك يامعشر الشعراء من يقول بيتين من الشعر على ما نحن فيه قبل أن ينضج هذا اللحم .
فقال امرؤ القيس:
لمن دمنة بين المجرة والقمر--- خلاء من الاصوات ففر من الاثر
تحل بها زهر النجوم وتارة__ تحل بها الشمس المضيئة للبشر
قال طرفة بن العبد:
لن يعلم ما يأتى به القدر ____ وليس ينجى الفتى الايقاظ والحذر
المال زين لمن يعطى وغايته___ والدهر فيه صفاء العيش والكدر
قال أعشى بن قيس :
لقد تبين اهل الراى والعبر --- أن النساء لها اللذات والعطر
فليت شعرى وجهلى ما سألت به __ هل يقتل الحب أم هل ينفع النظر
وقال عبيد بن الابرص:
الليل ليل والنهار نهار___ والارض فيها الماء والاشجار
ونحن لدى ملك كريم جده __يشوى لنا كبداً ويوقد النار
فقال الملك والله يا أمرؤ القيس ما كنت أظن أن أحداً من الشعراء يغلبك حتى كانت ساعتى هذه
فغضب أمرؤ القيس غضباً شديداً وأسرها فى نفسه
وساروا فى طريقهم حتى أذ أنتهوا الى وادى بين منطقة تسمى السدير عرض لهم عارض أى جنى فسد عليهم الطريق برجله وعاق القوم على المسير
وفزعوا من ذلك فزعاً شديداً وأقشعرت له أبدانهم. فسأل الملك عن أمرؤ القيس فقالوا لقد تخلف فوقفوا ينتظرون وصوله حتى أتاهم. فقال له الملك ياأمرء القيس تقدم . فتقدم وصاح بالجنى فأتاه فى صورة إنسان وسالأ الجنى أمرؤ القيس
هل أنت من الشعراء الاربعة قال:نعم
فمن أنت قال: أنا عمرو الجنى
قال ما تشاء ياعمرو
قال مناضلة الشعراء أو المكافحة
قال له أمرؤ القيس أى القوافى شئت
قال الجنى
هل شاعر جدل جاء والقريض لنا __ يجيز بيتاً لنا جيد على واو
فاغتنمها أمرؤ القيس فرصة . وقال للملك أين شعراؤك؟ أبرذهم وفاليوم والله ستستبين أخبار الرجال
فقال الملك يا طرفة تقدم: فقال طرفة اصلح الله الملك ما لى بمجادلة الجن من طاقة. ولا لى من ذلك سبيل
فقال الملك يأعشى تقدم فقال أعشى اصلح الله الملك لا والله والاأنا.
قال ياعبيد تقدم : فقال لاسبيل لى فى ذلك
ثم نظر الى أمرؤ القيس وقال تقدم ياأمرؤ القيس
فتقدم فقال للجنى ياعمرو بيت واحد أحب اليك أم عن كل رجل من أصحابى بيت
فقال الجنى إن أتيتنى ببيت فذاك الذى سألت وإن أتيتنى عن كل رجل من أصحابك ببيت فتلك الطامة الكبرى
فقال أمرؤ القيس
أنا أجيز لكم بيتاً فأعربه – إن الذى يزدرينى خائن غاوى
أمضى لحاجة نفسى غير مكترث --- ولا أبالى نباح الصائح العاوى
وأوما للملك بيده تعريضاً له بما كان من تفضيله عبيداً عليه.
ثم قال
أمرء القيس
الناس شتى ونبت الارض مختلف __ منها الغضيض ومنها اليابس الزاوى
أجزتها والذىحج الحجيج له ___ إنى كريم وإنى شاعر راوى
فقال (خل) عن الطريق ياعمرو . قال والله لا أخلى عن الطريق حتى أفرق قلبك
فقال امرؤ القيس والله ما أنت بقادر على ذلك
فقال الجنى فهل أنت بمخبرى بما أسالك عنه
قال: سلنى عما بدا لك. فقال الجنى مجاوباً له
ما المدلجات على هول مركبها __ يقطعن بعد النوى سيراً وأمراسا
أجابه أمرؤ القيس
تلك النجوم أذا حانت طوالعها ___ يهدى بها فى سواد الليل أقباسا
فقال الجنى
ما العاطفات بلاد العجم فى مهل __ دون السماء وما يزددن قرطاسا
جابه أمرؤ القيس
تلك الامانى يتركن الفتى هلكاً __ يقطعن أرضاً وما ترفع به رأسا
فقال الجنى
ما حية ميتة تحى بميتتها ___ ورداً ما نبتت ناباً وأضراسا
جابه أمرؤ القيس
تلك الشعيرة يسقى فى ربوبتها __ قد أنبتت فوق نبت الارض أمداسا
فقال الجنى:
ما القاطعات بلاداً لا أنيس لها ___ أذا ابتكرن سراعا غير إنتاسا
جابه أمرؤ القيس
تلك الرياح إذا هاجت عواصفها -- كفى بأذيالها للترب كناسا
فقال الجنى:
ما البيض والسود والاسماء واحدة __ لن تستطيع لهن الناس إمساس
جابه أمرؤ القيس
تلك السحاب إذا الرحمن سخرها – هب النطاق بماء المزن إرشاشا
فقال الجنى
ما المحكمات بلا سمع ولا بصر ___ ولا لسان فصيح يصحب الناسا
فأجابه امرؤ القيس
تلك الموازين والرحمن أنزلها ___ بين الاله وبين الحق مقياسا
فقال الجنى:
ما المفجعات جهارا فى علانية __ أشد من فيلق مركوبة باساً
فأجاب:
تلك المنايا فلا تبقى على أحد ___ يكفين حمقى ولا يتركن أكياسا
وفقال أمرؤ القيس:
خل الطريق ياعمرو وقال الجنى كلا بل سأسألك عن فن أخر؟ فقال أمرؤ القيس سل مابدالك
فقال الجنى:
يا أيها الطائف الماشى بعقوتنا __ إنا سنلقى فنجعل رده مثلا
فأجاب أمرؤ القيس:
إن تلقه تلقنا أبناء حاشدة ___ ونكرم الضيف معدوما إذا نزلا
فقال الجنى:
فما صبى دنا فى شهر مولده __ وعاد فى قديم الذكر قد نجلا
فأجابه أمرؤ القيس:
ذاك الهلال على وقت منازله __ وكل شى مضى ربى له أجلا
فقال الجنى:
فما تطيع وتعصى بعد طاعتها __ قد أهلكت من أعادى صحبها رسلا
فأجابه:
قوس تطوح به تبل غير طائشة __ حتى ترى الفوق من أوتارها سهلا
فقال الجنى:
فما غلام بعد الوحوش جارية __ أصم أعمى إذا حاربته أقتتلا
فأجابة أمرؤ القيس
رمح غدوت به منكفتا __ وقد رأيت به أبو أصلا
فقال الجنى:
فما هاروت وماروت لم تضع ولدا __ تنجف الحفر حتى لا ترى بللا
فأجاب أمرؤ القيس:
تلك الرياح إذا هاجت عواصفها __ تذرى التراب إذا جبلانها سحلا
فقال الجنى:
فما أسود عظيم الجرم يدفعه __ أعز لما أستوى فى قطره رجلا
فأجاب:
ذاك النهار يدير الليل ساطعة لن تستطيع له رداً إذا فعلا
فقال الجنى:
فما البيتان مبنيان فى شرف __ منه أرجان عن مبنيهما بطلا
فأجاب:
فتلك عينان يشق البصير بها __ بصيرتان إذا لم يتقا مقلا
فقال الجنى:
فما مخبرة بالحاج صامتة __ خرساء تستصحب الاسماء والزجلا
فأجاب:
تلك الصحائف فيها الكتب بينة __ تخبر الامر مفعولا ومفتعلا
فقال الجنى:
فما جوار حسان لا حلى لها __ بالخيف دون القرى ما جدل أعتدلا
فأجابه:
تلك السفينة من يرزق سلامتها __ ولن تصيب له من مركب بدلا
فقال الجنى ياأمرؤ القيس أريد أن أخذك الى فن أخر .فأجابه سلنى عما بدا لك
فقال الجنى:
فما بيضاء تجرى الدهر قدما __ مسخرة تكد ولا تبيد
فأجابه أمرؤ القيس:
هى الشمس التى جعلت سراجاً __ إذا غربت لمقدار وتعود
فقال الجنى:
فما حرس بليل دائمات __ وأما بالنهار فهم فقود
فأجاب أمرؤ القيس:
نجوم الليل سخرها الهى __ ليقمع كل شيطان مريد
فقال الجنى:
فما عمد بقفر شامخات __ إذا مازارها قوم يفيد
فأجاب:
هى النخل الاكارم يوم يؤنى __ إطابته لدى الطلع النضيد
فقال الجنى:
فما طير طير بكل فن __ بأجنحة على خيل قعود
فأجابة:
ملائكة تنزل نصر قوم __ ليعدوا كل جبار عنيد
فقال الجنى:
فما صماء ليس لها فؤاد__ لها أذنان مركبها حديد
فأجاب:
هى القدر التى نصبت لحى __ بالوان الشيارق والثريد
فقال الجنى:
فما حران يأكل نصف كسر __ كلمح وهو عريان زهيد
فأجاب:
تلك الرحى تسف ما القيت فيها __ وتلفظه جميعا بل يزيد
فقال الجنى يأمرؤ القيس أسالك عما سوى هذا فقال امرؤ القيس سل عما تشاء ياعمرو
فقال الجنى:
عجبت لمولود وليس له أب __ وذى ولد ما له أبوان
فأجابه:
ذاك رسول الله عيسى بن مريم _- وأدم سواه المليك فكان
فقال الجنى:
فما شى فى خمس وعشر شبابه __ يهرم فى سبع معا وثمان
فأجاب: أمرؤ القيس
فذاك هلال حين يقضى عداده __ يعود جديداً مقمر البنيان
فقال الجنى:
فما أخوان فى الولاده كليهما __ وليس جميعاً ميتاً يرثيان
فأجابه:
الحودمى والعبد مات ابوهما __يحوى العتيق والارث مستويان
فقال الجنى
فما منبوذة ليس الحفوف يهمها __ كسى رأسها فرعا بغير دهان
فاجابه:
هى النخل تنبت ثم يدرك طلعها __ تريك شماريخاً بحسن قنان
فقال الجنى:
فما مستعونات هن عوناً __ وفى اللاءواء آثار حسان
فأجابه:
تلك السيوف ترجى عند ملحمة __ يغشى الفتى بالبأس كل أوان
فقال الجنى:
فما قائلة إستقبلتك بحقها __ صدوقاً ولم تنطق معاً بلسان
فأجابه:
تلك السنجلجل حين ينظرها الفتى __ تراءى له بالعين ما يريان
فقال الجنى:
يعودان ما ترعاهما قد تجاوزا __ لدى الهبت ساق الناس ما يردان
فأجابه:
تلك العجاجة حين يصفو وردها __ فتهيج ريحاً ثم تكتنفان
فقال الجنى:
يأمرؤ القيس افى غير هذا نقول؟ فقال له أمرؤ القيس هات ما عندك
فقال الجنى:
هلم الى غرائب محكمات __ جياد قلتها بقريض شعر
فاجابه:
فسلنى ما بدا لك من كلام __ فإنى لست قيساراً كعمرو
فقال الجنى:
فما بيت يجدده صناع __بلا عمد يكون ولا بجدر
فأجابه:
فتلك العنكبوت تظل تبنى __ بناء واهياً إن كنت تدرى
فقال الجنى:
فما أموات دهر ثم عاشوا __ وقدلبثوا دهوراً بعد دهر
فأجابه:ـ
أولئك فتية رقدوا سنينا __ بجنب الكهف إذ وصفوا بذكر
فقال الجنى:
فما أمم أتاها الوحى ليست __ من الثقلين خبر فى بخبر
فأجابه:
هو النحل الذى أوحى اليه __ يروح فيقتدى من كل فجر
فقال الجنى:
فما طرق علاه الناس يوماً __ ولن يعلى يقيناً دون شر
فاجابه:
هو البحر الذى فقلت ذراه __ لاصحاب النبلا ليوم نحر
فقال الجنى:
فما جبل عظيم من جبال __ بلا بر يكون ولا ببحر
فاجابه:
هو البرد الذى قال ربى __ أصيب به وأصرفه بقدر
فقال الجنى:
فما نفس دعت فى جوف نفس __ بصوت كان فى ظلم وصدر
فأجابه:
فذوالنون المقرب أذ ينادى __ بقلب خالص بيقين صبر
فخجل الجنى ساعة ثم قال يا أمرؤ القيس ها أنا ذا تشاء أو ما تشاء؟ قال أتى بصدر البيت وتأتينى بالقوافى.
فقال أمرؤ القيس : أى قافية أشق عليك؟ فقال الجنى اللؤلؤة.
فقال أمرؤ القيس هات ما عندك
فقال الجنى:
لمن الديار عرفتها باللؤلؤة
قال أمرؤ القيس
قفراً تحمل أهلها فأملقوا __فمضوا على أثر الزمان واوحشوا
أثار رسم خطها مثل اللؤلؤة
فقال الجنى إذهب فلك الغلبة فى الكلام وأنا أشعر الجن وأنت أشعر الانس والجن. ولكن هلم فأصارعك فأينا صرع صاحبه حكم فيه ما شاء
فقال أمرؤ القيس نعم
فاصطرعا فإذا بالجن قاعد على صدر أمرؤ القيس فقال له ياأمرؤ القيس أنى أنف أن اقتل شاعرا مثلك وللكن لاتنجو منى دون أن تقول ثلاثة ابيات من شعر على (لا) وثلاثة أبيات على (الشين) وأنا على صدرك
أجابه:
طلبت يسيراً وأنا أتيك بها ثم قال:
علمت متىولدت والموت لا_وفى السماء رزقكم وفى الارض لا
ورأيت وجوهاً فمثل وجهك لا
فقال الجنى هات على الشين:
فقال أمرؤ القيس
رحلت عنى بلا بتنفيش___ عجبت دهراً من الخفافيش
إذا طرن وليس لها ريش
فخلى عنه الجن الجنى ومضى نحو أهله
[size=24]جزاكم الله خير على صبركم إخوتى الاعزاء