الأشراف وحكم الحجاز
(خلال الفترة 358ــ920هـ)
نبذة مختصرة
(1)
لقب الشريف أطلق في الأصل من الفاطميين على حكام مكة من أحفاد الحسن بن علي بن أبي طالب وفي نفس الوقت أطلقوا لقب السيد على أبناء الحسين بن علي بن أبي طالب. وأعتقد أن اللقب توسع ليشمل أبناء علي كرم الله وجهه إن لم يكن أكثر من ذلك..
وأول من تولى الحكم منهم:
جعفر بن محمد من أحفاد موسى الجون الذي انتهز قرب سقوط دولة الإخشيد على يد الدولة الفاطمية فثار علي الإخشيد وأستقل بحكم مكة في عام 358هـ ويعتبر بذلك مؤسس حكم الطبقة الأولى من الأشراف ويسمونهم الموسويين..
هادن جعفر الدولة الفاطمية وزاد في الأذان ( حي على خير العمل ) ويدعو في منبر الحرم للخليفة الفاطمي ..
وبدأ النزاع بين العباسيين والفاطميين على الدعاء من على منبر مكة ..واستمر حكم جعفر وأبنائه حتى عام 453هـ حيث توفي شكر بن أبي الفتوح بن جعفر ولم يخلف ..
فتولى الحكم من الطبقة الثانية من الأشراف : السليمانيون
ولكن لم يستمروا بالحكم كثيرا فبعد عامين فقط .. استولى على مكة صاحب اليمن علي محمد الصليحي..
وعاد الصليحي إلى اليمن بعد أن أختار لحكمها محمد بن جعفر بن محمد ويمثل الطبقة الثالثة من الحكم
واستمر بالدعاء للفاطميين وفي عهد خلفائه مرة للفاطميين وأخرى للعباسيين
وبدأ نفوذ الدولة الزنكية بالشام في عهد عيسى بن فليته حفيد جعفر .. وأخذ يدعو للدولة الزنكية مع الفاطمية وذلك عام 557هـ
ولكن صلاح الدين الأيوبي عام 567هـ طلب أن يكون الدعاء للدولة العباسية وبعد أن وطد حكمه طلب أن يضاف اسمه معهم
ولما مات عيسى عام 570هـ عهد بالإمارة لابنه داود فتمت مهاجمته من العباسيين واجلوه من مكة ثم نفس الشيء مع أخيه مكثر
وضموا أمارة مكة إلي أمير المدينة إلا أنهم أعادوا داود للأمارة ثم عزلوه وأتوا بمكثر و عزلوه وهكذا حتى عام 597هـ..
التعديل الأخير تم بواسطة ابن الخطيب ; 03-10-08 الساعة 10:58 PM
رد مع اقتباس .
--------------------------------------------------------------------------------
03-10-08 10:14 AM #2 ابن الخطيب
عضو ماسي تاريخ التسجيل:12 2007
المشاركات:3,537
رد: الأشراف .. وحكم مكة المكرمة
(2)
حيث استولى على الحكم قتادة بن إدريس وهو يمثل الطبقة الرابعة من الأشراف
وقتادة وقومه ظواعن بادية .. جمع قومه ومضى إلى ينبع فاحتلها بعد أن أجلى أمراءها من بني عمومته ..
ثم سار إلى مكة واستخلصها لنفسه بعد أن أجلى عنها مكثر عام 597هـ .. وتوسع في حكمه ليشمل المدينة والطائف
وبعد وفاة قتادة تولى الحكم ابنه حسن إلا أن أخاه راجح وبمساعدة صاحب اليمن الملك المسعود طرد أخيه حسن وأصبح الحكم بيد المسعود عام 620هـ حتى وفاته عام 626هـ وبوفاته اضطربت الأحوال بمكة فأصبحت عرضة للحروب بين اليمن ممثلة بابن رسول الذي أعلن نفس ملكا عليها والدولة الأيوبية حتى عام 647هـ
وفي ذلك العام أنطلق من ينبع الحسن بن علي بن قتاده واستولى على مكة وساعده ابنه أبو نمي ..
(في عام 648هـ سقطت دولة الأيوبين على يد المماليك)
(وفي عام 655هـ سقطت الدولة العباسية على يد التتار)
هذا وفي عام 651هـ هاجم مكة جماز بن الحسن بن قتاده واستولى على الحكم
إلا أن راجح الحاكم السابق هجم على مكة واستعاد الحكم منه
وفي عام 652هـ قام غانم بن راجح بانتزاع الحكم من أبيه
وبعد أشهر قام عليه من بني عمومته إدريس وأبو نمي وتوليا الحكم إلا أن ملك اليمن بن رسول حاربهما واستولى على الحكم ثم كرا عليه واستوليا على الحكم ثم انفرد أبو نمي بالحكم
والدعاء بالحرم أصبح مرة لبني رسول باليمن وأخرى للمماليك بمصر
( في عام 688هـ في عهد أبو نمي وقف الناس في عرفة يومي الجمعة والسبت لاختلاف الرؤية بين شيخ الحجاز الطبري وأمير الركب الشامي ..وهذا قد تكرر في السابق لأن كل ركب يعتمد على شيخه)
توفي أبو نمي عام 701هـ وقد خلف ثلاثين ولدا ..
وقد تنازع أبنائه على الأمارة وهم : رميثه وحميضه وعطيفه وأبو الغيث ومن نتائج النزاع قتل أبا الغيث .. ألتجأ حميضة للتتار واستعان بجيش منهم استعاد به الحكم ودعا للتتار .. أعان المماليك عطيفة فاستعاد الحكم عام 718هـ بعد أن قتل أخاه حميضة
( في عام 720هـ أحيأ الحجاج سنة كانت متروكة وهي يوم التروية حيث يصلي الناس بمنى خمسة فروض قبل الوقوف بعرفة)
وفي عام 730هـ استطاع رميثه أن يستولي على الحكم
( في هذا العام 730هـ وصل مع الحج العراقي فيل وقف معهم في جميع مواقف الحج ولكنه مات قبل بلوغ المدينة )
في عام 743هـ مات عطيفة في مصر وبذا بقي رميثة بدون منازع من إخوته .. وأخيرا تنازل بالحكم لابنه عجلان عام 746هـ
(3)
عجلان بن رميثه وإخوانه
شعر عجلان أن أخويه سند ومغامس يتطلعان إلى مشاركته في الحكم فأبعدهما إلى وادي نخلة ثم الحق بهما أخاه الثالث ثقبه.. فأتى إليه كتاب من سلطان المماليك الكامل يخبره بأن إخوانه وصلوا لمصر وتم القبض عليهم ..
وفي العام التالي 747هـ أطلق المماليك إخوة عجلان وطلبوا منه أن يشاركوه الحكم
استطاع أخوة عجلان أن يجلوه إلى مصر ولكنه يعود عام 750هـ ويجليهم إلى اليمن
( في عام 751هـ وبمساعدة القوات المصرية تم القبض على ملك اليمن علي بن المؤيد وأرسل إلى مصر فأعيد إلى بلده ولكن عن طريق الحجاز فقبض عليه بينبع ونفي إلي سوريا ثم أعيد إلى بلاده)
واستمر النزاع بين عجلان وأخيه ثقبه مرة ينتصر ثقبة ومرة ينتصر عجلان
وتم القبض على ثقبة وسجن بمصر وأطلق سراحه فعاد للحجاز ولم يكف عن مناوئة
عجلان فطلب سلطان مصر منهما الحضور فرفضا ذلك فعزلهما .. فتم تولية أخيهما سند مع ابن عمه محمد بن عطيفه وتم القبض على عجلان وثقبه وتم سجنهما بمصر
وبذا تكون البلاد منذ هذا التاريخ 760هـ محتله احتلالا عسكريا وتابعة للمماليك مباشرة
قام الأشراف بالثورة على الجنود التابعين للمماليك وطردوهم وأسروا بعضهم وباعوهم
في الأسواق .. فأمر الملك الصالح بتجهيز قوة لاستئصال الأشراف ولم يتم ذلك لأن المماليك ثاروا عليه وسجنوه ..
عاد عجلان وأخيه من مصر ومعهم قوة استطاعا أن يستردا الحكم وتوفي ثقبة فأصبح عجلان حاكما لوحده
توفي عجلان عام 777هـ وتولى مكانه ابنه أحمد
واستمرت علاقته الطيبة بالمماليك الأتراك بمصر والدعاء لهم وعند سقوطهم وقيام المماليك الشراكسه مكانهم أرسل لهم مهنئا ومؤيدا ..
في 788هـ توفي عجلان وتولى الإمارة ابنه محمد وكان صغير السن
قام محمد بالقبض على بعض أهل بيته وأقاربه وسجنهم واستطاع ابن عمه عنان بن مغامس الفرار حتى وصل إلى مصر
مات محمد أثر طلق ناري في حفل المحمل المصري الذي دعي إليه ربما كان مقصودا
لأن عنان كان مرافقا للمحمل وأعلن نفسه أميرا بعد الحادث وهذا ما تم له..
وقامت معارك وثورات بين عنان وأنصاره وبين كبيش عم محمد والوصي عليه وأخوة محمد وعمومته فأصدر الشراكسه أمرا بتولية علي بن عجلان أخ المقتول
واستمر في الحكم إلا أنه حدثت خلافات مع جماعته الأشراف وقتل عام 797هـ
فقام بالحكم بعده أخوه محمد بن عجلان
وفي عهده صارت فوضى كبيره بالبلاد وتعرض الحجاج والسكان للبلاء
فتم تولية أخيه حسن مكانه..
التعديل الأخير تم بواسطة ابن الخطيب ; 03-10-08 الساعة 11:07 PM
رد مع اقتباس .
--------------------------------------------------------------------------------
03-10-08 05:37 PM #7 ابن الخطيب
عضو ماسي تاريخ التسجيل:12 2007
المشاركات:3,537
رد: الأشراف .. وحكم مكة المكرمة
(4)
تولى الحكم حسن بن عجلان
وكان حسن حازما وقويا وبدأ بتصحيح الأوضاع حتي مع أقاربه الأشراف وقضى على كثير منهم.. وكان قويا بحيث فكر في غزو اليمن ..واستطاع أن يساعد في طرد الثوار من المدينة المنورة
(ألغى بدع قيام المؤذنون بالتغني بالمدائح النبوية على المآذن والاحتفال بليالي ختم القرآن في رمضان وغيرها .. ثم أعيدت .. وألغيت ثم أعيدت)
في عام 818هـ استولى على مكة رميثة بن محمد بن عجلان بمساعدة الشراكسة بمصر وأجلى عمه حسن منها ..
ولكن استعاد حسن الحكم عام 819هـ بتأييد من الشراكسه ..
في عام 820هـ حاول بعض الأشراف العصيان والولاية لبعض بني عمه ولكنه قضي عليهم وفي هذا العام وصل من مصر ابنه بركات وأشركه معه في الحكم ..
ثم تنازل بالحكم لأبنيه بركات وإبراهيم .. وحاول إبراهيم طرد أخيه فتم عزله ..
قام الشراكسه بتعيين علي بن عنان بن رميثة عام 827هـ وسلم بذلك حسن دون اعتراض.. وغادر إلى مصر .. ولكنه عاد وابنه بركات للحكم عام 828هـ وتوفي عام 829هـ ..
تولى الأمارة بركات وجعل أخيه إبراهيم نائبا له ..
( في هذا العام بدأت تصل مكة مراكب الحجاج الهنود وبكثرة )
(وأبطل بركات تقبيل خف جمل المحمل)
عام 845هـ تولى الحكم أخيه علي بن حسن بتعيين من الشراكسه فتوجه بركات لليمن ومنها عاد ليهاجم أخيه ولم ينجح ..
دب خلاف بين علي بن حسن وأخيه إبراهيم فقام قائد الجند الشركس بالقبض عليهما وعزلهما وساقوهما إلى مصر وتم تعيين أخاهما ابو القاسم بن حسن عام 846هـ ..
عاد بركات واستولى على الحكم وأيده الشراكسه عام 851هـ
بل وبالغ الشراكسه في استقباله بمصر عند زيارته لهم ..
واستمر حتى عام 859هـ حيث توفي ( وبعد الصلاة عليه طافوا به سبعا كما هي عادتهم)
التعديل الأخير تم بواسطة ابن الخطيب ; 04-10-08 الساعة 12:03 AM
(5)
أوصى بركات بالحكم من بعده لابنه محمد
وكان محمد عالما ومشجعا للعلم والعدل .. يقضا لأمور المسلمين واستمر في حكمه 43 عاما وقد أشرك ابنه بركات الثاني بالحكم وتوفي محمد في 903هـ
وحزن عليه أهل مكة كثيرا وله من الأولاد 16 ولدا غير الإناث
ومن أشهر أولاده بركات وأحمد جازان وهزاع وقايتباي وعلي وراجح ..
تولى الحكم بركات وأشرك معه أخاه هزاع وتم التأييد له من الشراكسة
أختلف هزاع مع أخيه فذهب لينبع وجمع جيشا ثم انضم مع الركب المصري عام 904هـ ضد أخيه بركات وقامت بينهما معركة كبيرة انتصر فيها هزاع وفر بركات إلى جدة ثم تم الصلح بين الاخوين .. ولكن عام 907هـ قامت بينهما حرب وانهزم بركات
إلى الليث وفي نفس العام توفي هزاع
فاجتمع أهل الحل والعقد بمكة بحضور قاضي مكة بن ظهيره واتفقوا على تولية أحمد الجازاني وكتبوا بذلك إلى ملك الشركس بمصر
وقام بجمع بعض الأموال ووزعها على العسكر لإرضائهم ثم إنتقل لجدة مع بعض القوات وأوقع فيها السلب والنهب لأنهم لا يميلون إليه ..
وخلال أسبوعين من الحكم وصل أخيه بركات ومعه مرسوم تعيينه أميرا على مكة
واستلم الحكم وقرر أخذ مبالغ مضاعفة كقرض لمن تبرع لأخيه أحمد
وأنتقم بشدة من القاضي بن ظهيرة لترشيحه أخيه بالإمارة فقد صادر أملاكه وأملاك أولاده وبناته بل ونفاهم إلى جزيرة فقام نائبه على الجزيرة بإغراقهم في عرض البحر
وبعد بضعة أشهر عاد أخوه أحمد الجازاني لحربه فهزمه .. ثم عاد وكر عليه ثانية
وكان بركات مريضا فخرج من مكة إلى طريق اليمن .. فدخلها أحمد منتصرا
وأعمل فيها سلبا ونهبا وانتقاما ممن وقف مع أخيه ..
ثم قامت بينهما بعض المعارك فأنتصر في الأولى ثم التف عليه بركات واحتل مكة
ثم لم يستطع أحمد جازان بهجومين مضادين أن يسترجع مكة ولكنه في الثالثة انتصر
وفي عام 909هـ مات أحمد مقتولا بالمطاف بإيعاز من أخيه حميضة
وقام عما ل الجنائز بدفنه ببعض ثيابه بلا غسل ولا صلاة ولم يشيعه أحد ..منقول