آداب وأحكـــــــام شــــجـــرة الــنــســـب

آداب وأحكام شجرة النسب
***** منقول من موقع أشراف الحجاز في المملكة العربية السعودية *****
** لكاتبها : الشريف الشيخ محمد بن حسين الصمداني الحسني **

بسم الله الرحمن الرحيم

إن حفظ النسب من مقاصد الشرع الشريف و قد تنوعت طرقه في إثبات الأنساب وحمايتها من عوامل الضياع و الادعاء . وقد تنوعت وسائل الناس في حفظ الأنساب ، فهناك من اعتمد على الروايات وهناك من نحت اسمه منسوباً إلى قبيلته على أحجار المقابر وغيرها ،وهناك من ذكر المآثر والأجداد العظام في قصائد الشعر وهناك من كتب و صنف في أنساب قومه ومن بين تلك الوسائل :
وسيلة صنع " شجرة النسب " .
ــ إن الأصل جواز عمل المشجرات في النسب بأسماء بني آدم لأدلة منها أن الأصل هو الإباحة .
ــ اندراجه ضمن حفظ الضرورات الخمس التي منها حفظ النسب .
قال ابن الطقطقي في :" كتاب الأصيلي في الأنساب " : " والتشجيرُ صنعةٌ مستقلة ، مَهَرَ فيها قومٌ ، وتخلف آخرون . فمن الحُذاق فيها الشريف قثم ابن طلحة الزينبي النسابة ، كان فاضلاً يكتب خطاً جيداً ؛ قال : " شجرت المبسوط ، و بسطت المشجر " ، و ذلك هو النهاية في ملك رقاب هذا الفن .
ومن حذاق المشجرين : عبدالحميد الأول بن عبدالله بن أسامة النسابة الكوفي ، كتب خطاً أحسن من خط العذار وشجر تشجيراً أحسن من الأشجار حفت بأنواع الثمار .
و من حذاقهم ابن عبدالسميع الخطيب النسابة صنف الكتاب الحاوي لأنساب الناس ، مشجراً في مجلدات يتجاوز العشرة ؛ وقال في صفات المشجر :" و من صفاته المستحسنة أن يكون جيد الخط فإنَّ التشجير لا يليق به إلا الخط الحسن " .

ــ ما حكم العمل بما في " الشجرات " ؟
ورد إلى الشيخ علي بن عمر العرشان اليمني سؤال هو : هل يجوز اعتماد القاضي و المفتي و الشاهد على كتب الشجرة المحررة المعتبرة إذا كان من صنفها من الثقات أم لا ؟ فأجاب بقوله : " نعم يجوز للحاكم الحكم بما فيها ،وللمفتي أن يعتمد عليها إذا حصل بها العلم ، وكذلك للشاهد أن يشهد بما فيها إذا حصل بها الجزم من غير أن يسند ذلك إليها ، كالاستفاضة " .
ــ وللشيخ عبدالرحمن بن عبدالله بلفقيه فتوى في " حكم الشجرة والحكم بها والاعتماد عليها " . و قد ذكر عمر بن سالم العطاس في رسالته في أنساب باعلوي المطبوعة سنة 1317 أن الشيخ عبدالله بلفقيه أفتى و أجاب عنها ، وأن العلم إذا تحقق بها كان للإنسان أن يشهد بما فيها . فإن المحافظة على الأنساب من ضرورات الشرع .

*** آداب و أحكام في صنع المشجرات ***
ــ إخلاص النية لله عز و جل في هذا العمل فإنما الأعمال بالنيات . و قديماً قال السلف :" كل ما لا يراد به وجه الله يضمحل " . ومن كان حظه ومقصوده من كتابة الأنساب غير وجه الله تعالى لم ينتفع بعلمه و بما كتب .
ــ تسمية الشجرة بوضع عنوان يدل عليها.
ــ ما في الشجرة يجب أن يكون فيه الصدق و الصحة ، و إلا كان كذباً .
ــ عدم التفريع لنسب غيره في نسب قبيلته ، لأن هذا مدعاة للاختلاف .
ــ كتابة اسم جامعها كاملاً بيناً واضحاً ، فإنْ كان أكثر من واحد نص على عمل كل واحد منهم فيها ولا يساق ذكرهم على جهة الإجمال .
ــ كتابة بدء سنة الجمع و التحرير .
ــ التشجير لا يليق به إلا الخط الحسن و المداد الواضح .
ــ ضرورة نظر الجامع لها في كتابة الكاتب و تصحيح ما يشكل عليه أو يغلط فيه . و قد وقع بسبب إهمال هذا الأمر تحريف في الأسماء أو زيادة أو نقصان في الأعمدة ، و من أقوالهم المشهورة :" أسماء الناس لا يدخلها القياس " .
ــ نص النسابة على عدم جواز تراكب خطوط التشجير ، لأنه مدعاة للالتباس .
ــ ذكر تاريخ طبع الشجرة ، و بيان رقم الطبعة .
ــ بيان المصادر التي اعتمد عليها في جمعها ، فإن كانت مخطوطة نص عليها و عينها وإن كانت مطبوعة دل القاريء عليها وإن كانت شهادات استفاضة أو روايات و أخبار ،أو وثائق أو مصادر تأريخية وجغرافية أو كتابة على حجج وقف أو عقود بيوع و شراء أو صكوك و عقود نكاح ، أو كتابة و نقش على حجارة ، يبين ذلك كله ، بالإحالة عليه في هامش الشجرة .
ـــ تحريم تغيير ما في الشجرات الصحيحة القديمة في الشجرات الحديثة .
ــ الزيادة في الشجرة القديمة الصحيحة إن كانت بغير خط الأصل فلا قيمة لها إلا عند واضعها .
ــ لا يزاد على الشجرة الصحيحة إلا بدليل .
ــ لا يقبل إدعاء الزيادة في الشجرات الصحيحة إلا بدليل .
ــ إقرار كل " خامس " أو بطن بما فيها من أنسابهم إقراراً شرعياً ، خاصة إذا كبرت بطون و فخوذ القبيلة . و يجعل هذا في خاتمة و حاشية الشجرة .
ذكر مصطلحات النسابين فيها ، كقولهم : درج ، و انقرض ، و نحو ذلك .
ــ الإشهاد عليها من قبل العدول من أهل المعرفة بالنسب .
ــ يستحب تعيين ما يدل على مواضع الديار و السكنى خاصة إذا انتشر العقب جداً ، لفائدته في عدم الالتباس مع طول الزمن .
ــ كتابتها على هيئة البسط لمزيد الحفظ و الاحتياط .
ــ يلتزم في الحديث الصحة وليخرج من رواه ،ومن صححه ، إذ العناية بذلك أهم من العناية بالنسب.
ــ وضع الشجرة و صنعها فرع من العلم بالنسب والعلم به شعبة من شعب علم الحديث ، و قديماً قالوا :" علم الحديث لا يحبه إلا الذكور " ، فلابد من كبر نفس من يعاني علم النسب ، و عدم ضجره من أول الطريق ، فيجب الصبر على ما يواجه فيه حتى يفتح الله له أو يعذر من نفسه .
ــ لا بأس من تعليقها على جدران المجالس لأنه من التحديث بنعمة الله ومن تعليم أهل البيت والأقارب والصغار النسب ،و إشاعة النسب ، و هذا أمر مشروع.
ــ لا يجوز وضع الصور فيها .
ــ لا بأس من استخدام الوسائل الحديثة في حفظ الأنساب كبرامج الحاسب الآلي المعدة في صنع شجرات العائلة .

خطوات عمل ** المشجرة **
أولاً : جمع المعلومات التي تحتاجها " الشجرة " ، كالأجداد و الآباء الأقربين و معرفة وجه الصلة فيما بينهم ، و فرز أعمدة النسب . و هذا يحتاج إلى وقت طويل وإلى مرونة عند الجامع للنسب ، لكي يحصل بهما الاطمئنان إلى ما يورده من معلومات و أخبار .

ثانياً : الاعتماد على الطرق الشرعية و الوسائل الموضوعية في إثبات الصلة بين تلك المعلومات . و هذا أيضاً يحتاج إلى وقت طويل في التحليل و المقارنة . و قد دل الشرع و العقل على عدد من القواعد المهمة في هذا الباب تحتاج إلى جمع و تأصيل.

ثالثاً : توثيقها و حفظها .

بيض الله وجهك يا ابو الحسن

بالنسبه لأمر شجرة النسب فتحتاج إلى جهد وافر وعمل دقيق

مشكور على المعلومات الرااائعه

مشكوووووووور على اختيار المواضيع الراقية والمتجددة دائما


والتي يجب على كل شاااااااب إنه يــتــعــلــمــهــا

والله يوفــقــك يـا أبو الحسن

أشكركم جميعا على هذا المرور الذي أسعدني كثيرا




ومرة ثــــانــية مــشــكــــــوريـــــــــــن .