قرأتُ منذ زمن قريب لسعيد بن عبد العظيم غفر الله له ولواليه في كتابه الأتقياء الأخفياء قصة فأعجبتني وأرجو أن تعجبكم ونستفيد جميعاً منها ؛ بعنوان " صُـحبَة أورثت دروساً قيـِّمة " قال فيها ؛ رُويَ عن شقيق البلخي أنه قال لحاتم الأصم : قد صحبتي مدة فماذا تعلمتَ ؟ قال : ثمان مسائل :
1) نظرتُ إلى الخَلـْق ِ فإذا كل شخص له محبوب فإذا وصل إلى القبر فارقه محبوبه ؛ فجعلتُ محبوبي حسناتي لتكون معي في قبري.
2) ونظرتُ إلى قول الله تعالى " ونهى النفس عن الهوى " فأجهدتها في دفع الهوى حتى استقرت على طاعة الله.
3) ورأيتُ كل من معه شيء له قيمة عنده يحفظه ؛ ثم نظرتُ في قول الله تعالى " ما عندكم ينفد وما عند الله باق " فكلما وقع معي شيء له قيمة وجَّهْـتـُه إلى الله ليبقى عنده تعالى .
4) ورأيتُ الناس يرجعون إلى الحسب والشرف والمال وليست بشيء ؛ فنظرتُ إلى قول الله تعالى " إن أكرمكم عند الله أتقاكم " فعملتُ بالتقوى لكي أكون عند الله كريماً .
5) ورأيتُ الناس يتحاسدون ؛ فنظرتُ إلى قول الله تعالى " نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا " فتركتُ الحسد .
6) ورأيتُ الناس يتعـادون ؛ فنظرتُ إلى قوله تعالى " إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا " فتركتُ عداوة الناس واتخذتُ الشيطان وحده عدوا .
7) ورأيتُ الناس يذلون أنفسهم في طلب الرزق ؛ فنظرتُ في قوله تعالى " وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها " فاشتغـلتُ بماله عليَّ وتركت الذي لي عنده .
8) رأيتُ الناس متوكلين على تجارتهم وصنائعهم وصحة أبدانهم ؛ فتوكلتُ على الله تعالى وحده .
ــ فهل تعلمنا مما سبق شيئاً ؟
an][right][/font]