قربا مربط النعامة مني
للحارث بن عباد
هو أبو منذر الحارث بن عُباد بن قيس البكري، انتهت إليه إمرة بني ضبيعة وهو شاب.
من حكام ربيعة وفرسانها، كان قائد قومه في حياة أبيه في حرب سدوس وانتصر على بني سدوس. وشهد يوم خزار وقتل فرسانا من حمير كان قد بارزهم. وفي حرب البسوس اعتزل بقومه الحرب لأنه رأى قتل كليب بغيا. وقال لبني شيبان: ظلمتم قومكم وقتلتم سيدكم وهدمتم عزكم ونزعتم ملككم فوالله لا نساعدكم.
رأى المهلهل ابناً للحارث بن عباد اسمه بجير، ولما علم أنه ابن الحارث قتله وقال: بشسع نعل كليب. فلما بلغ الحارث النبأ استعد للحرب وقال قصيدته الآتية التي كرر فيها قوله: "قربا مربط النعامة مني"، والنعامة فرسه.
ونصرت به بكر على تغلب، وأسر المهلهل، فجز ناصيته وأطلقه، وأقسم أن لا يكف عن تغلب حتى تكلمه الأرض فيهم، فأدخلوا رجلا في سرب تحت الأرض، ومر به الحارث، فأنشده الرجل:
أبــا مـنـذر أفنـيـت، فاسـتـبـقٍ بعـضـنـاحنانيك بعض الشر أهون من بعض
فقيل: بر القسم. واصطلحت بكر وتغلب.
قـــــل لأم الأغـــــر تـبــكــي بــجــيــراحــيــل بــيـــن الــرجـــال والأمـــــوال
ولـــعـــمــــري لأبـــكـــيــــن بـــجــــيــــراما أتى الماء مـن رؤوس الجبـال
لهـف نفسـي عـلـى بجـيـر إذا مــاجالـت الخيـل يــوم حــرب عـضـال
وتـسـاقــى الـكُــمــاة ســمـــا نـقـيـعــاوبـدا البِيـض مــن قـبـاب الحٍـجـال
وسَـعَـت كــل حـــرة الـوجــه تـدعــويــالَــبَـــكْـــرٍ غــــــــــراء كــالــتــمــثـــال
يـا بجيـر الخيـرات لا صلـح حـتـىنـمـلأ البـيـد مـــن رؤوس الـرجــال
وتـــقـــر الــعــيــون بـــعـــد بــكــاهـــاحين تسقي الدما صدور العوالـي
أصبحـت وائـلٌ تـعَِـجّ مــن الـحـرب عــجــيــج الــجــمــال بــالأثــقــال
لــم أكـــن مـــن جنـاتـهـا عـلــم اللهوإنــــــي بــحــرهــا الـــيـــوم صـــــــال
قـــد تجـنـبـت وائــــلا كــــي يـفـيـقـوافــأبـــت تـغــلــب عــلـــي اعــتــزالــي
وأشــــابـــــوا ذؤابــــتـــــي بــبــجـــيـــرقــتــلـــوه ظــلــمـــا بــغـــيـــر قــــتــــال
قــتــلــوه بــشــســع نـــعــــل كــلــيـــبإن قـتــل الـكـريـم بالـشـسـع غــــال
يــا بـنـي تغـلـب خــذوا الـحـذر إنــاقــــد شـربـنــا بــكــأس مـــــوت زلال
يــــا بــنـــي تـغــلــب قـتـلـتــم قـتــيــلامــا سمعـنـا بمـثـلـه فـــي الـخـوالـي
قَـــرِّبـــا مَـــربَـــطَ الـنــعــامــةِ مـــنــــيلقِـحـت حـــرب وائـــلٍ عـــن حِـيــال
قَـــرِّبـــا مَـــربَـــطَ الـنــعــامــةِ مـــنــــيلـيـس قـولــي يـــراد ولـكــن فـعـالـي
قَـــرِّبـــا مَـــربَـــطَ الـنــعــامــةِ مـــنــــيجَـــــدَّ نَـــــوحُ الـنــســاء بـــالإعـــوال
قَـــرِّبـــا مَـــربَـــطَ الـنــعــامــةِ مـــنــــيشــاب رأســـي وأنكـرتـنـي الـفـوالـي
قَـــرِّبـــا مَـــربَـــطَ الـنــعــامــةِ مـــنــــيلــلـــسُّـــرى والــــغُــــدُوّ والآصـــــــــال
قَـــرِّبـــا مَـــربَـــطَ الـنــعــامــةِ مـــنــــيطـال ليلـي عـلـى الليـالـي الـطـوال
قَـــرِّبـــا مَـــربَـــطَ الـنــعــامــةِ مـــنــــيلاعــتــنــاق الأبـــطـــال بــالأبــطـــال
قَـــرِّبـــا مَـــربَـــطَ الـنــعــامــةِ مـــنــــيواعـــــدلا عـــــن مـقــالــة الـجُــهّــال
قَـــرِّبـــا مَـــربَـــطَ الـنــعــامــةِ مـــنــــيلـيـس قـلـبـي عـــن الـقـتـال بـســال
قَـــرِّبـــا مَـــربَـــطَ الـنــعــامــةِ مـــنــــيكـلـمـا هـــب ريـــح ذَيْــــل الـشـمــال
قَـــرِّبـــا مَـــربَـــطَ الـنــعــامــةِ مـــنــــيلــبــجـــيـــرٍ مـــفـــكــــك الأغـــــــــــلال
قَـــرِّبـــا مَـــربَـــطَ الـنــعــامــةِ مـــنــــيلـــكـــريــــم مُـــــتــــــوّج بــالـــجَـــمَـــال
قَـــرِّبـــا مَـــربَـــطَ الـنــعــامــةِ مـــنــــيلا نـبـيــع الــرجــال بــيـــع الـنــعــال
قَـــرِّبـــا مَـــربَـــطَ الـنــعــامــةِ مـــنــــيلـبـجـيــر فَــــــدَاه عـــمـــي وخـــالـــي
قـرّبــاهــا لــحـــيّ تــغــلــبَ شُـــوســـاًلاعـتـنــاق الـكُـمــاةِ يـــــوم الـقــتــال
قـــرّبـــاهـــا وقــــرّبـــــا لَأْمَــــتِـــــي دِرْعــــاً دِلاصــــاً تَــــرُدُّ حـــــدَّ الـنِّــبــال
قـــربـــاهــــا بــمُــرْهَـــفَـــات حِــــــــــدَادٍلــقـــراع الأبــطـــال يــــــوم الـــنِّـــزال
رُبَّ جـيــش لَقِـيـتُـه يـمـطــر الــمــوتَ عـلـى هـيـكـلٍ خـفـيـفِ الـجــلال
سـائــلــوا كِـــنْـــدَةَ الـــكـــرامَ وبـــكـــراًواســألــوا مَـذْحِـجــاً وحــــيَّ هِــــلال
إذ أتـــونـــا بـعــســكــرٍ ذي زهـــــــاءٍمـكـفـهـرِّ الأذى شــديــد الـمَــصَــال
فَــقَــرَيـــنـــاهُ حـــــيـــــن رام قِـــــرَانـــــاكلَّ ماضي الذُّبَابِ عَضْبِ الصِّقَال