مفارقة جنازتين

على طرفي نقيض، تأتي الأخبار من الرياض و طرابلس، على الرغم من تشابه الحدث، ميت وميتة و جنازة.

في ليبيا، قتل الزعيم معمر القذافي، الذي لقب نفسه بملك ملوك أفريقيا، قبل ثلاثة أيام على يد الثوار الذين أطاحوا بنظامه بعد 42 عاما من حكمه، ولا زالت قضية دفن جثمانه موضع شد وجذب بين العديد من الأطراف، حيث اقترح البعض القاءه في البحر، بينما رأى قياديون من المجلس الانتقالي دفنه في مكان مجهول، حتى لا يمثل قبره أي ذكرى لليبيين.

و شهدت الساعات الماضية جدلا حول أحقية أسرة العقيد، في تسلم جثته، وذلك بعد أن أصدرت قبيلته بيانا ناشدت من خلاله الأمم المتحدة بإرغام المجلس الانتقالي الحاكم على تسليمها جثة حاكم ليبيا الاشهر ونجله المعتصم الذي قتل معه، علما بأن زوجته صفية، طالبت من مقر اقامتها في الجزائر المنظمات الدولية بالتدخل لتسليمها الجثمانيين.

أما في الرياض، فالوضع مختلف، فقد أعلن عن وفاة الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد، مع إشارة مبكرة إلى أن مكان دفنه سيكون مقبرة "العود" التي تقع في وسط الرياض.

و كما جرت العادة، في دفن غيره من أبناء الأسرة السعودية، ستتم إجراءات الدفن يوم الثلاثاء المقبل بترتيبات معروفة سلفا، ولا يحضرها غير عدد محدد من ذويه، وذلك بعد الصلاة عليه في مسجد تركي السديري، المشهور بين أبناء العاصمة الرياض.

و لا يوجد بمقبرة العود، اي مظاهر تميزها عن غيرها من المقابر المنشرة في العاصمة السعودية، كما أن طريقة الدفن المعتمدة شرعيا بالمملكة، و التي تساوي القبر بالأرض، لا تترك مجالا لذكر اسم من يرقد تحت الثرى، حيث لا توجد عليها شواهد كتلك الشائعة لدى المصريين، و لا جدران للتدوين عليها.

وقال مصدر سعودي مطلع إن "جثمان ولى العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز سيصل إلى مدينة الرياض فى تمام الساعة التاسعة من مساء الاثنين، وذلك على طائرة خاصة".

وأضاف المصدر أن الطائرة ستقل أيضا "أمير منطقة الرياض الأمير سلمان بن عبد العزيز وثمانية من أبناء الفقيد وعدد من الأمراء".

ومن المقرر أن تؤدى صلاة الجنازة على الأمير سلطان عقب صلاة العصر يوم الثلاثاء، فى مسجد الإمام تركى بن عبد الله السديري بمدينة الرياض ينقل بعدها إلى مقابر "العود" وسط العاصمة الرياض، حيث يوارى الثرى في قبر عادى ليس عليه أى علامات مميزة.

والله فرق أحسن يستاهل